لجنة القدس تجتمع برئاسة العاهل المغربي في مواجهة مشاريع الاستيطان
المغرب ينهي دعم أسعار البنزين وزيت الوقود والديزل
مراكش ــ الرباط ــ الزمان
قال المغرب أمس انه أنهى الدعم لبنزين وزيت الوقود وبدأ خفضاكبيرا لدعم وقود الديزل في اطار مسعاه لاصلاح ماليته العامة.
لكن الحكومة الحريصة على تفادي اضطرابات اجتماعية على غرار تلك التي أطاحت بالانظمة الحاكمة في بضع دول عربية في شمال افريقيا اثناء الربيع العربي قالت انها ستواصل دعم القمح والسكر وغاز الطهي الذي يستخدمه المغاربة الاكثر فقرا. ويتعرض البلد الذي يعاني ضائقة مالية لضغوط من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لخفض الانفاق واصلاح الدعم والضرائب ونظامه لمعاشات التقاعد. وتلك المطالب مرتبطة بتسهيل ائتماني احتياطي مدته عامان بقيمة 6.2 مليار دولار وافق عليه صندوق النقدالدولي للمغرب في 2012 . وقال المغرب ان الدعم لوقود الديزل سينخفض من مستوى يبلغ 2.15 درهم للتر هذا الشهر الي 0.80 درهم بحلول اكتوبر تشرين الاول.
وتبلغ قيمة الدعم المخصص للغذاء والوقود في ميزانية المغرب للعام الحالي 30 مليار درهم إنخفاضا من 42 مليار درهم في 2013 وأكثر من 53 مليار درهم في 2012 .
لكن تخفيضات الدعم قد تلحق ضررا بالاقتصاد الهش الذي يعتمد بشدة على السياحة والزراعة وتحويلات المغاربة المقيمين في الخارج.
وحثت حركة العدل والاحسان اهم الحركات الاسلامية المعارضة في المغرب الجماعت اليسارية العام الماضي الي الانضمام الي احتجاجات مناهضة لتخفيضات الدعم. لكن حتى الان لم تظهر علامات تذكر على استياء عام واسع من تلك الاجراءات. فيما افتتحت لجنة القدس بعد ظهر أمس الجمعة دورتها العشرين في مدينة مراكش جنوب المغرب في وقت أعلنت فيه إسرائيل عن مشاريع استيطانية جديدة رغم الجهود الدولية لإنجاح مفاوضات السلام بين الدولة العبرية والفلسطينيين.
وعقدت اللجنة دورتها هذه الاولى منذ العام 2002، برئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس اللذين سيفتتحان اعمال اللجنة مساء اليوم.
وتمهيدا لهذه الدورة عقد الخبراء في لجنة التوصيات التابعة للجنة القدس، منذ الخميس اجتماعات لتدارس سبل حماية مدينة القدس الشريف من المشاريع الاستيطانية.
وتأتي هذه الدورة بعد ايام على اعلان اسرائيل الجمعة الماضي عن خطط لبناء 1076 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية واكثر من 800 في الضفة الغربية المحتلة، في خطوة قال الفلسطينيون انها رسالة من اسرائيل الى واشنطن بالتخلي عن جهود السلام في المنطقة.
ويشير الفلسطينيون بذلك الى الجهود الدولية المكثفة التي تبذل من لجل انجاح المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل الى اتفاق إطار يتضمن الخطوط العريضة لاتفاق سلام نهائي اخفق وزير الخارجية الاميركي جون كيري في اقناع الجانبين بالموافقة عليه.
وجاء الاعلان عن المشاريع الاستيطانية الجديدة بعد ايام على زيارة كيري الى المنطقة في مساعيه الأخيرة لدفع الإسرائيليين والفلسطينيين باتجاه التوصل الى اتفاق سلام. وكرر الرئيس محمود عباس هذا الاسبوع انه لن يكون هناك سلام الا اذا اصبحت القدس الشرقية المحتلة التي ضمتها اسرائيل عاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة، مجددا رفضه الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية.
لكن هذا الاجتماع يأتي في وقت استنزفت فيه وكالة بيت مال القدس التابعة لها، مخزونها الاستراتيجي ولم يعد لديها أموال لتمويل مشاريع في القدس.
وكان في وكالة بيت مال القدس قال لفرانس برس ان وتيرة التبرعات انخفضت منذ سنوات وزادت حدة انخفاضها مع انطلاق الربيع العربي، ما اضطر الوكالة الى استنزاف مخزونها الاحتياطي الذي كونته عبر استثمار أموال التبرعات لدى مؤسسات اقتصادية مغربية..
ومع ذلك، قال مسؤول في بيت مال القدس لوكالة فرانس برس ان الوكالة تقترح خطة خماسية 2014 2018 من بين اهدافها توحيد جهود الدول الأعضاء المشتتة لمواجهة الاستيطان وحماية القدس وفلسطين .
وحقق بيت مال القدس التي أنشئت سنة 1998 بحسب تقريرها الصادر أخيرا، 127 مشروعا بقيمة ثلاثين مليون دولار في مجالات التعليم والصحة والسكن وشؤون المراة والطفل والشباب والرياضة، اضافة الى برامج اجتماعية اخرى .
وكانت القمم العربية والإسلامية اطلقت منذ عقود مبادرات أفضت الى إنشاء سبعة صناديق ومؤسسات لدعم القدس وفلسطين، ظل بعضها مجمدا فيما حقق البعض الآخر أهدافه جزئيا.
واضافة الى عباس، سيشارك مسؤولون كبار من 15 بلدا في الدورة العشرين للجنة القدس التي انشئت العام 1975 برئاسة العاهل المغربي للسهر على حماية الهوية الحضارية والثقافية للقدس.
ويحضر هذه الدورة وزراء خارجية الدول الأعضاء في لجنة القدس والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي اياد امين مدني، ومبعوثون يمثلون البلدان الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والفاتيكان وجامعة الدول العربية.
AZP02