لا وطن مزدهر دون مواطن متعلّم- أنستاس بوغوص

انستاس بوغوص

يشهد المجتمع العراقي في السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في مظاهر التجهيل المتعمد، وهي ظاهرة مقلقة تهدد مستقبل البلاد واستقراره. هذا التجهيل لا يأتي فقط نتيجة ظروف الحرب والفساد وتدهور البنية التحتية التعليمية، بل يُمارس أحيانًا بشكل ممنهج عبر تقليص الدعم الحكومي للتعليم، وإهمال تطوير المناهج، وتقليل فرص الوصول إلى تعليم نوعي، خاصة في المناطق الريفية والمهمشة.

تُعاني المدارس من نقص الكوادر المؤهلة، ورداءة الأبنية، وقلة الموارد، مما يُفرز جيلاً يفتقر إلى المهارات الأساسية.

في المقابل، تُروَّج وسائل الإعلام والفضائيات لبرامج سطحية تكرّس الجهل واللامبالاة بدلًا من الوعي والتفكير النقدي. كما أن سيطرة بعض القوى السياسية على المؤسسات التعليمية والثقافية تُستخدم أحيانًا لتثبيت أيديولوجياتها وتغييب التفكير الحر.

إن تجهيل المجتمع لا يُنتج فقط مواطنًا ضعيفًا أمام التحديات، بل يسهل التحكم به سياسيًا واقتصاديًا. ولهذا، فإن مقاومة هذا التجهيل تتطلب نهضة تعليمية حقيقية، تبدأ بإرادة سياسية صادقة، واستثمار طويل الأمد في الإنسان العراقي، باعتباره حجر الأساس لبناء وطن واعٍ ومزدهر.

مشاركة