لا نريد ان تعاد الكرة أماكن إعتقال الأبناء
سمعتها تقول لامراة تقف الى جوارها ونحن واقفون على ناصية الشارع بانتظار الحافلة لنقلنا الى الباب الشرقي..
لقد تم اعتقال ولدي من الشارع وهو عائد من الكلية.. ومنذ يومين ما تركت مكانا للوقوف على مكان اعتقاله او الجهة التي تمت اعتقاله فلم احصل على شيء.. فاننا لا نريد شيئاً سوى ان نعرف اين هو؟
وكانت المرأة تتحدث بصوت مسموع جداً والدموع تجري من عينيها وكانها نهر جار.. وما سمعته من هذه المراة ذكرني بحالنا ايام العهد المباد عندما يتم اعتقال اولادنا ونحن لا نعرف مكان اعتقالهم او مصيرهم .. وانا من الناس الذين عشت هذه الحالة عندما تم اعتقال اخي ولم نعرف مكان اعتقاله برغم كل محاولاتنا حتى توفى والدي جزعاً بعد ان يئس وبعدها عرفنا انه في امن من الوقوف على مكان اعتقال اخي بغداد وتم اعدامه اخيراً في سنة 1983 لكونه من حزب الدعوة.
ونحن نعيش اليوم بعهد غير ذاك العهد ويجب ان تتغير كل الظروف السلبية التي كنا نعيشها انذاك.. ويجب على الدولة ان تكون صريحة امام شعبها واهلها فأن كان الشخص معتقلاً فيجب ان يقال ان ابنهم معتقل للجرم الفلاني او مشتبه به مثلاً.. الدولة لا تخاف من احدأً بحيث تخفي اعتقال شخص يريدون اهله الاطمئنان على انه معتقل من الدولة لا من اطراف اخرى خارجة عن القانون مثلاً.
فيجب ان تكون هناك مكاتب او خطوط ساخنة للاتصال بها بمثل هذه الحالات.. اننا لا نريد ان نعيش في دولة يقال انها تفعل كذا وكذا باولادنا فان هذا يعز علينا.. ونحن في عهد ديمقراطي جديد.. ولدينا وزارة لحقوق الانسان هي الجهة المسؤولة عن مثل هذه الحالات.
كلنا نعرف ان المسيء يجب ان ياخذ جزاءه العادل والضرب بيد من حديد على كل من يعبث بامن وسلامة المواطنين والبلاد.
والمتهم بريء الا بعد ان تثبت ادانته ايضاً. فلذلك يجب ان نتخطى فشل هذه المرحلة وهذا ليس كثيراً على شعبنا .. فيكفيه ما ناله ابان ذلك العهد.. فلا نريد ان تعاد الكرة هذه المرة وفي هذا العهد وكل ذلك لصالح الجميع.
محمد عباس – بغداد
AZPPPL