لا للإطار ولا التيار نريد الإستقرار – بارزان الشيخ عثمان
تمر الاحداث في المشهد السياسي العراقي بسرعة فائقة و كل يوم نسمع اخبار و تطورات سياسية لا يحسد عليها احد.
بعد إقتحام المجلس النواب من قبل مناصري التيار الصدري الذين ينظر اليهم الطالب الحوزوي مقتدى الصدر كالثوار ، و الصلوات الصورية الموحدة من أجل تحقيق مآربهم لحل البرلمان و إجراء الإنتخابات المبكرة ،و بعد مظاهرات مؤيدي الإطار التنسيقي بحجة دعم الشرعية و القانون ، يطلع على العراقيون هذه الايام إسطوانات جديدة و إطلاق مبادرات عجيبة (المضادة لبعضها ) من قبل هؤلاء سماسرة و التجار السياسة .آخر إسطوانة التي سمعها الشعب العراقي ، هي لقاء احد قادة الإطار التنسيقي بمقتدى الصدر ،لكن بشروط عدة .
منها نقل هذا اللقاء حيّاً عبر الوسائل الاعلامية (لا ندري ماذ يخبيء السيد الصدر وراء هذا الطلب ، لأنه يظهر نفسه إنه منقذ العراق ويتسم هو و زمرته بالنزيهة )
تأتي هذه التطورات في وقتٍ فشل الصدر بتنفيذ مطالبه السابقة .حيث أعطى مهلة زمنية للمحكمة الاتحادية بحل مجلس النواب (و كان هذه المطالبة تهديد صريح للإطاحة بالدستور ثم الحكومة )
هؤلاء لا يترددوا في إتخاذ اية خطوة من اجل التسلط و بسط نفوذهم ويطرحون كل ساعة و كل يوم مشاريع و مبادرات و حتى التهديدات بقلب هذه التجربة العراقية غير ناضجة.
أبشع مزايدات
الشعب العراقي من زاخو و خانقين الى بغداد و البصرة ابتلى بابشع المزيدات الشعبوية ، تارة تحت شعارات القومية الدينية و المذهبية ، وتارة ً اخرى باسم مكافحة الفساد وتشكيل حكومة اكثرية وطنية زائفة . المشكلة هي كل هذه الشعارات والعناوين الرئيسية في الاخبار ، انها تطلق من قبل الاحزاب و الشخصيات السياسية و القيادية الذين هم السبب الرئيسي لكل هذه المعانات و المأساة التي تواجه الشعب العراقي بكافة مكوناته .
الآن الشعب العراقي يعرف كل ما يتحدث عنه الساسة في التيار الصدري و الإطار التنسيقي حول النزاهة و قلع جذور الفساد و سيادة القانون، وإن دلت هذه الشعارات على شيءٍ فإنما تدل فقط على ذر الرماد في العيون و خداع شعب لا حول و لا قوة له ، لا غيرها.
تقع مسوؤلية كل هذه الاوضاع المتردية (من الفساد ، الطائفية ، عمليات الاختطاف ،القتل ، سلب ونهب ،الاعتداءات على الممتلكات العامة و إستيلاء على المباني الحكومية ، تسيس القضاء وعدم إحترام القانون ، نشر الجهل والخرافات ،عدم وجود الخدمات العامة في العراق الى انتهاك الدستور )و لاشك ان كل هذه المأساة و الأَزْمات على عاتق قيادة التيار والإطار منذ عام 2003 دون تمييز .
لذا على المثقف الوطني و العراقيين الأُصلاء مواجهة كل هذه الضيم ورفع المظالم عن شعبنا و وطننا العراق التي تمارسها هذه الجماعات . وعليهم ان لا يدخروا وسعاً من اجل فضح الطرفين و اسياد هذه الجماعات وكشف مخططاتهم التضليلية التي تخدع الناس البسطاء الذين تم سحقهم في طاحونة هؤلاء الظلاميين .
لو نضع كل هؤلاء الساسة و ازلامهم في محكمة عادلة و نزيهة كل على حده ، من السيد مقتدى الصدر و الخنجر و الحلبوسي الى الشيخ الخزعلي لا يستطيع احد منهم ان يبرىء ساحته . لذلك علينا جميعاً ان نبحث عن البديل الديمقراطي الحقيقي الذي يريد الخير للعراق و شعبه .لأن استمرار هؤلاء بمزاولة و ممارسة العمل السياسي ، سيجعلنا لن نرى خيراً ونوراً و بصيص امل لمستقبل مشرق للعراق .
وإن بقي الوضع الحالي و زِمام امور الدولة و الحكم تحت سيطرتهم ، علينا لا ننتظر إلاّ الاسوء.
ازدهرت النهضة و الثورة العظيمة في كافة مناحي الحياة من الصناعة و التقدم الى النهضة المدنية والحضارية و الثقافية في القارة العجوزة اي اوروبا
، بعد ابعاد الكنيسة و السلطة الدينية و تداخلاتها بحياة الناس والدولة و الحكم اوروبا .حيث ظلت اوروبا متخلفة و غير مستقرة وكانت تحت نيران الحرب الداخلية والإقتتال المذهبي ،لانها اي هذه هذه الكنائس تسببت بإندلاع الحروب و انتشار التخلف و الدمار .و نرى الآن الفرق الكبير بين اوروبا قبل حوالي خمسة قرون و الحاضر .
لذلك علينا جميعاً ان ندرك انه لولا هؤلاء الاحزاب الدينية و المعممين لكان العراق بعد الدكتاتورية الصدامية،متقدماً و مزدهراً .و لكان شعبه في عيشة راضية و رغيدة لا تسمع فيها الضوضاء الشعبوية ولا سفك الدماء و لا التخلف و لا الفقر .لكن طالما بقيت هؤلاء الجماعات تدوم و تستمر زج هذا الشعب في حروب المذهبية و السلطوية والصلوات الموحدة و ….الخ .
الشعب العراقي يحتاج الى الديمقراطية الحقيقية و يقول بصوتٍ هادر لا للإطار و لا التيار نريد و نحتاج للعراق و الاستقرار ،و إقامة حكومة مدنية حضارية تضمن لإبنائها الامن و الخدمات العامة وتخصيص الواردات لْإعمار العراق وتوفير المياه الصالحة للشرب ، لكي يعيش الشعب مثل باقي الشعوب في الاوطان العامرة وينعم بخيرات وثروات بلده ،التي حُرِمَ منها بسبب الاحتقانات والصراعات بين التيارات والاحزاب الدينية .
{ صحافي عراقي كردي