لا تكترثْ – تص شعري – غزاي درع الطائي
لا تكترثْ…
حتى لو انزاحتْ خطوطُ الأرضِ عن أنساقِها
لا تكترثْ
وانظرْ إلى الأشجارِ
لا تنظرْ إلى السّاقطِ من أوراقِها
لا تكترثْ
انظرْ إلى ليلى التي قد كنتَ مجنوناً بها
وامسحْ غبارَ الحزنِ عن أحداقِها
وانظرْ إلى بغدادَ وهي تفورُ
بالحكماءِ والعلماءِ والأدباءِ والصُّنّاعِ
والشُّرفاءِ والحُرّاتِ
لا تنظرْ إلى سُرّاقِها
لا تكترثْ
وانظرْ إلى الأطفالِ
كيف يجرُّهُمْ بردُ الصَّباحِ إلى المدارسِ
حاملينَ ورودَهُمْ
ومبارِكينَ الشَّمسَ في إشراقِها
لا تكترثْ
سُرِقتْ بلادُكَ واللصوصُ تملَّصوا
لكنْ غداً
ستردُّ مسروقاتِها قبلَ انلاجِ النُّورِ
من سُرّاقِها
يتجوَّلُ الإملاقُ في حاراتِها
لكنْ غداً تخلو بلادُ المجدِ من إملاقِها
لا تكثرثْ
ستظلُّ دجلةُ حضنَ حبٍّ عامرٍ
ولسوف يعلو الحبُّ من رقراقِها
لا تكترثْ
وانظرْ إلى بغدادَ كيف تحمَّلتْ ما لا يُطاقُ
ورغم كلِّ العادياتِ وجَورِها
سيظلُّ زهوُ المجدِ في آفاقِها
لا تكترثْ
الحبُّ ميثاقُ الحياةِ المجتبى
لا باركَ اللهُ الحياةَ إذا خلتْ
يوماً من الأيّامِ مِنْ ميثاقِها
وأنا
وإنْ سكنَت جراحُ الضّائقاتِ قصائدي
لم أكترثْ
ووهبتُ قلبي للسَّلامِ وأهلِهِ
وجعلتُ روحي مُنحةً لعراقِها


















