كي لا ننساك سيدي
عبدالخالق الشاهر
مبارك يومكم يا سيدي رسول الله …من عبد من عباد الله ليس بدين ولا متدين..لكنه يؤمن بالله وعرف منكم ان الدين المعاملة ، وأن خير الناس من نفع الناس . وأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، وان الدين علاقة مباشرة بين الرب والعبد ولا تحتاج وسيطا ذلك لأن سبحانه قال ((اني قريب)) وأنك الشفيع هكذا عرفت الاسلام سيدي ولم اعرفه على انه دين المرجعيات والفقهاء والوسطاء بيننا وبين ((القريب)) ولم اعرفه على انه عمائم سياسية ولا حوزات سياسية ولا مساجد وحسينيات سياسية ، وأن هذا الدين العظيم ان دخل مستنقع السياسة فسد وفرق الامة ونزل من عليائه ليصبح كعصا موسى بيد السياسيين ،وينقلب الى افعى تسمم العقول وتدخل صناديق الاقتراع ومجلس النواب وكل شيء ، بل ان حتى (الله اكبر) التي اطلقت لتقول ان البشر سواسية وأن الله هو الاكبر وليس غيره ، حتى هذه سيدي سيست ليصيح البعض بها عند جز رقبة انسان هو خليفة الله في الارض وعند قتل النفس التي حرم الله قتلها.
اريد يا سيدي في يوم ميلادك الميمون ان اشكو لربي كما شكوت له يوما قائلا ((اللهم اني اشكو اليك عجري وبجري )) اريدها شكوى اعرف ان كل العراقيين يرددوها اليوم ، فلقد هيمن علينا شيعة السلطة وسنتها واستخدموا معنا النار والمال لا لشيء الا لاننا نريد ان نعيش يسلام متساوين كأسنان المشط ونطالب بالعزة والكرامة التي تليق بمن نفخ ربك فيه شيئا من روحه. ان عرب العراق سيدي اليوم اصبحوا وكأنهم ليسوا جزءا من الامة العربية يا نبينا العربي الذي جاء بلسان عربي وقال ان لسان العرب هو لسان اهل الجنة….يتصرفون يا سيدي وكأنهم ليسوا الامة التي حملها ربك اثقل الرسالات لتحملها بحد السيف للفرس والروم وغيرهم.
انهم يا سيدي اليوم يوحى لهم وكأن الرسالة جاء بها اهل فارس او الترك او غيرهم وليس العكس، بل انهم اصبحو القدوة والمعلم واصبحنا الطلبة المقتدين رايتك توحدنا سيدي ولكننا بدأنا نراها بعيدة كل البعد عنا ، فقد اصبحنا شيعة وسنة وسياسيونا يصنعون لنا الرايات تلو الرايات ممعنين بفرقتنا لانهم يعرفون ان وحدتنا تنهي وجودهم القائم اصلا على فرقتنا.. واوصلونا الى الحد الذي فيه قام البعض منا يسب ويشتم صحبك وكأنك لست المصطفى الذي اصطفاه الله وانت الذي اصطفيتهم وانت الذي ليس الا وحي يوحى..والقسم الاخر يكفر المسلمين الذين يعشقون عترتك
نعم يا سيدي لا يزال البعض منا يطالب بالثأر من يزيد بعد ان تفسخت حتى عظامه وعظام المجرمين الذين نالوا من حفيدكم الحسين واهله ..ويزيد اليوم بيننا يا رسول الله بل بين سياسيينا من هو اسوأ من يزيد ومجازرهم مستمرة ولا ترقى اليها مجزرة يزيد.
ما نزال سيدي نسيس اشرف الشهادة شهادة سيدنا الحسين وفي مناسبة استشهاده نلطم الخدود ونشق الجيوب ..ووالله لو بعث سيدنا حيا وهو الشهيد الحي لبكى على حال اهلنا ولحمل سيفه ضد المجرمين الذين اهدوا سيف والده الكرار للمستعمر الظالم ولم يغمده حتى ينال شرف الشهادة.
اتعبتكم سيدي رسول الله ولكني اعلم انكم تثقون بنا وتعلمون ان الاصلاح قادم في امة جد الحسين العربي فلدينا خير السلاح وهو العقل ولدينا خير الدعم وهو الصبر ولعل افتك الاسلحة التي نمتلكها هي في توادنا وتراحمنا وبربك نستعين.