كيري الضربة العسكرية لسوريا ما كانت لتغير مسار النزاع
الشبكة السورية قوات الأسد إستخدمت غازات سامة ضد مقاتلين المعارضة في دمشق
واشنطن ــ روما ــ الزمان
أكّدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان استخدام قوات الحكومة السورية للغازات السامة في قصف مدينة حرستا في ريف دمشق الشرقي في 27 آذار الماضي، ودعت لجنة التحقيق بالكيمياوي السوري المتواجدة في البلاد للتحقيق بالقضية بأسرع وقت
واعتمدت الشبكة في تقريرها التوثيقي الذي أصدرته الثلاثاء، على روايات ناجين وشهود عيان وعلى معاينة الصور والفيديوهات من ناشطي الشبكة بسبب عدم قدرتها على زيارة الموقع وأخذ عينات وإجراء فحوصات بسبب الظروف الخطرة التي تعيشها المدينة
وتوصلت الشبكة لنتيجة مفادها أن القوات الحكومية السورية قصفت نفقاً كانت قوات المعارضة تستخدمه في منطقة الكوع بمدينة حرستا بصاروخ محمّل بمواد سامة، قُتل على إثره سبعة أشخاص وأصيب ثلاثون من قوات المعارضة المسلحة
ونقلت الشبكة عن رئيس المركز الطبي بحرستا أن المركز استقبل مصابين في ذلك اليوم يعانون من أعراض اضطرابات نفسية وغشي واضطراب توجّه وتوسع حدقات وتشوش رؤية مختلفة عن أعراض من تعرضوا لقصف بالكيماوي بشهر آب»أغسطس2013 بغوطة دمشق، ورجّح استخدام النظام السوري صواريخ تحمل مواد سامة، مشيراً إلى عدم توفر علاجات لمثل هذه الحالات نتيجة الحصار المفروض على المدينة كما نقلت الشبكة عن شاهد عيان سقوط صاروخ في المنطقة المذكورة وانتشار رائحة غريبة قرب النفق الذي تم قصفه، وذكرت الشبكة أسماء الضحايا، كما دعت لجنة التحقيق الدولية الخاصة بالكيمياوي السوري المتواجدة على الأراضي السورية مباشرة التحقيق بالحادثة وأخذ العينات وإجراء التحليلات وتحديد الجهة التي تستخدم هذه الأنواع من الأسلحة، خاصة بعد توقيع الحكومة السورية على اتفاقية حظر الأسلحة الكيمياوية
كما دعت مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان وغيرها من المنظمات الدولية لتحمل مسؤوليتها في الحفاظ على الأمن والسلم الأهلي في سوريا، وشددت على أن الانتهاكات التي قامت بها الحكومة السوية تشكل تهديداً صارخاً للأمن والسلم الدوليين
على صعيد آخر دافع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن سياسة الرئيس باراك أوباما بشأن سوريا، مشيرا إلى أن توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا الصيف الفائت ما كان ليقلب حسابات الأسد الاستراتيجية.
وقال كيري أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ إن توجيه بلاده ضربة عسكرية إلى سوريا، كما كان مقررا في صيف 2013، لم يكن ليغير مسار الحرب.
وخلال الصيف الفائت، تراجع باراك أوباما في اللحظة الأخيرة عن توجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري حيث توصل واشنطن إلى اتفاق مع روسيا، حول تفكيك الترسانة الكيمياوية السورية.
ويومها، أيد كيري في شكل كبير توجيه ضربة محددة الهدف ومحدودة في الزمن ضد سوريا.
وأمام مجلس الشيوخ الثلاثاء، أكد جون كيري أن هذه الضربة المحتملة كانت ستؤثر، ولكن ليس التأثير المدمر الذي سيجعل الرئيس الأسد يغير حساباته الاستراتيجية على الأرض.
وأضاف تطلب الأمر 30 ألف طلعة جوية وثلاثين يوما في البوسنة لإحداث تأثير. هنا في سوريا ، كان سيستغرق الأمر يوما أو يومين لتقليص القدرات العسكرية للنظام السوري وتوجيه رسالة .
في المقابل، أكد أنه بفضل الاتفاق الدولي حول تفكيك الترسانة الكيمياوية السورية فإن 54 في المئة من الأسلحة تم سحبها في سوريا.
وقبل عشرة أيام، دافع الرئيس أوباما عبر شبكة سي بي اس عن قراره عدم ضرب دمشق عسكريا، معتبرا أن هذا الأمر ما كان سيمنع استمرار الحرب ومشددا على أن للولايات المتحدة حدودا بعد نزاعين في العراق وأفغانستان استمرا عشرة أعوام.
AZP02