كورونا وقدر

كورونا وقدر

منار عبدالهادي

غادرت الى منيوسوتا لترى والدتها في شقة وسط المدينة . لم ترغب روز بتفويت المشاركة في احياء عيد ميلاد والدتها مع اختها وأخيها الأصغر . بالرغم من مكوثها الطويل في فلندا ، الا ان ذلك لم ينسها هذا اليوم والذي داومت على إحيائه ليكون مناسبة للم شمل العائلة، انها المرة الأولى التي تحضر روز لوحدها دون زوجها العراقي المتجنس بالفلندية وولديها الاثنين بسبب مخاوف انتشار فيروس كورونا في الولاية.

في اليوم المعد للحفلة وقبل ايقاد شمعتها السبعين أغمي على والدتها وتم نقلها إلى المشفى حيث اكد الطبيب اصابتها بالفيروس وأمر بحجزها . لم تصب روز وأخواها وباقي أبنائهما بالمرض بعد قيام الطبيب بفحصهم

وبدلًا من عودتها إلى الشقة أخذت تتجول بمفردها في شارع وسط المدينة ، لم تنتبه روز وهي تتسكع إلى الفوضى التي أخذت بالتصاعد حولها الا بعد اصطدام شخص كان يهرب من شرطي بها وأسقطها أرضا ، ما الذي يحصل ؟ تساءلت . بنايات تحترق ، متاجر تحطمت واجهاتها وتتعرض للسرقة ، اشخاص قاموا باشعال آلاطارات ، اخرون يركضون ويتشاجرون مع الشرطة ، وقفت روز في حيرة حتى شعرت بشيء دافئ في عنقها ، مدت يدها لتتفاجأ بدماء تسيل بغزارة ، ثم رأت شرطيا يطلق النار بشكل عشوائي قبل ان يسحبها المسعفون . في طريقها إلى المشفى ، كتبت الى زوجها تقول “حبيبي وسام ، اعتني بالاولاد ، فانا في وضع سيء” .

مشاركة