كنيسة الساعة.. ذاكرة الموصل التي لا يغيّبها الزمن

كنيسة الساعة.. ذاكرة الموصل التي لا يغيّبها الزمن

الموصل – صباح سليم علي

كنا في شارع الفاروق بالقرب من كنيسة الساعة بعد إعادة إعمارها وتجولنا بالأزقة التي تقع خلف الكنيسة …كنا تحت ظلال كنيسة الساعة في شارع الفاروق حيث يقال أن هذه الأمكنة ترتمي في وادي الروح. وتطفو فوق أثار هي جزء من التاريخ الذي كتبه الذين صنعوا ذاك التدفق الذي ترسله أجراس الكنائس ..أناس وكهنة كانوا يؤدون صلاة الأعياد والمواسم والأحاد ..هي كنيسة الساعة التي تقع في

نهاية شارع الفاروق. طرازها طراز كنائس الشرق. .وأول مايطالعك ساعتها الشهيرة .عبر العقود الماضية أشتهرت هذه الكنيسة بالعلم والأداب. وبمطبعة الأباء الدومينكان. وتخرج منها علماء وقسس وشمامسه. وكانت نواة المسرح في العراق

ثقفت وعلمت أبناء الطائفة المسيحية. كونها كانت تمارس طقوسا دينية .لكل موسم أو عيد طقس خاص به ومناسب له. والطقس في الكنيسة تراتيل روحية ودعاء للمؤمنين. أما بقية الأيام فلها طقس مختصر وكالطقوس الأخرى ..مناجاة الله. ومن هذه الطقوس طقس العماد والعقد وتشييع الموتى.

أن عملية القداس وسط هذه الطقوس واجب من واجبات الكنيسة يقوم بممارسته الكاهن ويعاونه في ذلك الشمامسة .كل برتبته داخل المذبح. بعد أداء صلاة الفرضية في الهيكل مع المؤمنين ….بقيت مسألة مهمة هي المكتبة الكبيرة التي كانت عائدة للراحل المفكر والكاتب يوسف حبي ..ماهو مصيرها وهل حرقت كما حرقت ودمرت محتويات الكنيسة الأخرى ؟.العلم عند الله ..وممايميز الدكاكين الواقعة مقابل كنيسة الساعة  وعلى أختلاف انواعها  ووظائفها الاقتصادية ومستويات زبائنها .وتكتلها في نهاية شارع الفاروق في أماكن معينة. قبل دخول داعش الى المدينة. جعلها مركزا « للوظيفة التجارية حيث يرتادها أكبر عدد من المستهلكين القاطنين في الأماكن القريبة منها أو المحلات السكنية القريبة منها…أو الموجودة  في الأزقة والعوجات التي تقع خلف الكنيسة أو البيوت المحاذية لها وفضلا عن وجود المحلات التي تييع اللحوم والخضراوات والألبان بكافة أنواعها.والمواد العطارية.فضلا»عن وجود أستوديو عصام الصراف  وحاجة الأهالي لألتقاط صور شخصية للمعاملات الرسمية. علاوة على المقاهي الشعبية الموجودة على طريق المارة الذين يجلسون طلبا لأحتساء الشاي أو للراحة كون منطقة الساعة حلقة وصل لأكثر من شارع ..فأحد هذه الشوراع يؤدي الى المستشفى الجمهوري والطوراىء ومستشفى البتول للولادة وغيرها من المؤسسات الصحية ..وأمور عديدة كانت تمثل

تجليات الحياة الشعبية قبل دخول داعش للمدينة ..بعد تحريرالموصل. كان أول محل للمواد الغذائية والألبان. فتح أبوابه للأهالي هو وكالة البان الأعتماد والذي يمتد تاريخ وجودها على الرصيف المقابل لكنيسة الساعة بثمانينات القرن الماضي. وهي والدكاكين التي تجاورها عائدة سابقا لوقف كنيسة اللاتين ..وكان يقع بجوارها مباشرة أستوديو عصام الصراف والذي يمتلك أرشيفا» عن محلات وشوارع ومقاهي وعوجات وبنايات عن الموصل القديمة. .وقد إنتقل إلى مكان أخر. ولم يبق لهذا الدكاكين أي إثر بالوقت الحالي أذ سويت الأرض وسيجيت بالجنكو.

عدسة –  نجيب الرمضاني

مشاركة