كناس الشوارع

كناس الشوارع
يخفي وجهه وعينيه لعله بذلك يخفي الم الأيام …. يتوزع في الطرقات شباب واحداث صغار بالسن كبار بالهموم، يكنسون الرصيف لينظفوا طريق المارة الذي طالما امتلأ قذارة.. كان للانسان دور فيها ، استغربت وانا اشاهد حدثا لم يتجاوز عمره الخمسة عشر عاما، يخفي وجهه متنقبا بقطعة قماش ، ويضع نظارة علي عينيه لعله بذلك يمحو ذاته من امام عجلة الايام الساحقة التي تجلت واضحة من رؤية كفيه ، آلمني مرأي ابن البلاد يخجل ان يعرفه احد ، حينها جاء صوت المذياع بنشيد الوطني ” موطني موطني الجمال والجلال في رباك “
حتي تصورته نشيدا وثنيا وليس وطنيا
فأي جمال ؟ وأي موطن بالنسبة لكناس الشوارع ؟ المواطنة احساس جميل والانتماء الي الارض اجمل لكن في سن حدثٍ مراهق تعود النوم جائعا ، يكنس الطريق ليثير معه تراب الطريق.. ليترسب غبار الايام علي شبابه “يطعنه بالشيخوخة ” هل سيغني ذلك الحدث موطني ؟
وان سألته لماذا تخفي وجهك رغم ان العمل ليس عيبا فهل سيقول موطني يرفض ان اعيش كما يعيش اقراني في البلدان الاخري التي تنعم بوفرة النفط.. ملوكا يتربعون ويأمرون ، كم مثل ذلك الصبي اليوم يعاني ؟
عرفنا المعاناة مذ نعومة اظفارنا والسبب ان هذا البلد مصاب باللعنة فلم يأت من يرأسه بحب واهتمام ليكون حاله حال الاخرين من الجوار علي اقل تقدير ، ما زادني الماً ان بعد النشيد علا صوت المذيع ليقول.. معكم من ارض الرافدين ارض الحضارة نصدح بالامل ! فاي امل ضاع ؟ واي امل ينتظر ذلك الكناس ؟ رسالة موجهة لأولي الألباب ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء .. كيف ينام السلطان والغني ، ورعيته بلا مأوي ولا طعام ..؟
نبراس المعموري – بغداد
/2/2012 Issue 4128 – Date 21- Azzaman International Newspape
جريدة »الزمان« الدولية – العدد 4128 – التاريخ 21/2/2012
AZPPPL

مشاركة