كم هو ثمنها ؟
رفيقة العراقيين وصديقتهم
انها رفيقة العراقيين منذ اثنين وعشرين عاماً.. انها صديقتهم و رفيقة دربهم.. تلك الرفيقة التي ساعدتهم وساندتهم اكثر من اي صديق في الدنيا فلقد عاشوا عليها وعلى ما تمنحهم من قوت اكثر من عشرين عاماً.. فهل يُعقل ان ينسى العراقيون تلك الصديقة الحبيبة؟؟ هل يعقل ان يتخلى العراقي عن مثل هكذا حبيبة. وكيف وهي ترافقه في كل شيء؟! حتى اصبحت احدى مستمسكاته الرسمية المهمة اذ انها ترافق بطاقته الشخصية وبطاقة سكنه وغيرها من المستمسكات التي لا يستطيع الفرد الاستغناء عنها.. فكيف يمكن للفرد ان يعيش بدون قوت وهي التي تجلب له احلى واغلى واجمل و(انظف) قوت؟! فالقوت الذي تجلبه هذه الورقة البسيطة المسكينة المستطيلة الشكل من ارقى انواع الغذاء له..! لربما هذا هو السبب الذي يجعلنا نتخلى عنها.. اي ان ما تجلبه لنا من غذاء راق لذا فهو مكلف وذو اثمان باهضة لا يستطيعون دفعها لان الميزانية تلك القنبلة المجهول وقت ا نفجارها سوف تضيق انفاسها ولا تستطيع التنفس ان بقيت هذه البطاقة على هذا الحال.. وان استمرت فسوف يتحمل العراق ذلك البلد الامين المسكين الذي لا يملك اي ثروة فيه n سوف يتحمل ما لا طاقة له من التكاليف..!!!
اذن : السؤال هنا: (ان تخلى العراقي المسكين عن هذه البطاقة وما تجلبه له من الخير والسعادة والحظ والهناء: فكم سيكون ثمن هذا التخلي؟؟.!) فنحن نعلم ان من يتخلى عن شيء او صاحبه او صديق او اي شيء يمتلكه الفرد يجب ان ياخذ مقابلا لقاء تخليه عن هذا الشيء فاذن واكرر هذا السؤال :(كم سيكون الثمن؟؟؟) هل هو (15) الف دينار كما فعل سابقاً؟؟؟!
لو تكلمنا واقعياً ومنطقياً ودخلنا قليلاً في بعض التفاصيل عن معيشة العراقي فان ما يصرف العراقي او الاسرة العراقية مهما كان مستواها المعيشي والاقتصادي ما بين 15-25 الف دينار كمعدل لليوم الواحد.. ولو ضرب هذا الرقم في 20 يوماً لاصبح الناتج ما يقارب الثلاثة ارباع المليون دينار (على الاقل) … لربما يكون اكثر وذلك لاختلاف عدد افراد الاسرة او ما تصرفه هذه الاسرة… !.. المهم: هو السؤال التالي : (هل سيدفع العراق المسكين بدل لكل بطاقة ما يقارب المليون دينار عراقي شهرياً لملايين الاسر العراقية من شمال العراق الى جنوبه؟ ومن شرقه الى غربه؟
فيا له من عراق غني ان كان ينوي ذلك؟ فاذن لماذا نسمع اننا محتاجون؟ وفقراء ؟؟ ولدينا (كذا) مليون عراقي يعيشون تحت خط الفقر؟؟ والتساؤل الاخر الذي اتساءله هو: ربما يكون ثمن تلك الورقة ليس بالعملة العراقية، بل بـ(الدولار) الامريكي ومهما كانت العملة فهي لا تكفي فمثلاً لو وزعت 300 او 400 دولار لكل بطاقة: فهل ستكفي هذه؟؟! .. لا والله.. .. لا والله.. لا والله.. ان الامر لحد الان لا افهمه واتجاهله تماماً.. اذن ما الامر؟؟ وكيف سيكون وضع العراق ووضع العراقي الاقتصادي مستقبلاً لو طبق مثل هذا القرار؟
بالامس كان قرار الغاء البطاقة التموينية للموظف الذي يتقاضى راتباً قدره مليون وربع او اكثر ووجدت ان الجميع ساكتون لكل ما يحدث.. واليوم ارى البطاقة تريد ان تلغى تماماً من حياة العراقي المسكين المظلوم.. فما السبب؟؟ وما يريدون.. على يريدون ان يلغوا العراقي نفسه؟؟!! لربما يريدون ذلك..! ولا ادري و لا اعرف ماذا فعل لهم العراقي كي يعامل مثل هذه المعاملة!
الا يكفي؟.. الا يكفي ما تحمله من اعباء الحياة؟ ومن مرارتها ومرارة العيش الهنيء الرغيد؟ الا يكفي انه غير آمن؟ الا يكفي انه يعمل ويعمل ويكافح من اجل سد رمق العيش له ولاهله؟
الا يكفي كل هذا العذاب؟.. الا يكفي ما عاناه العراقي منذ عقود ويعاني الامر الان؟.. اتريدون ان تحرمونه حتى من قوته؟؟.. اتريدون ايضاً ان تحرموه من الهواء الذي يتنفسه؟؟ اذن فاحرموه ان استطعتم! فلن تستطيعوا ولن تستطيعوا ولن تستطعيوا .. فالعراق لو يثور ضد كل ما يحدث فلن تجد ما يسكته ويسكت غضبه.. العراقي ايها الاخوة رمز للصبر الذي يفوق كل صبر، ولو بحثنا في ارجاء المعمورة وعلى مر السنين والازمان لن نجد مثل صبر الانسان العراقي فقد عانى وعانى وعانى وعانى ولا يزال يعاني، وما زال متعباً وما زال منهكاً وما زال حزيناً، وما زال مظلوماً، وما زال يبحث عن حقه وما زال يريد الراحة، وما زال وما زال ومازال..
فمتى يعيش العراق مثل اي بلد مثله؟!.. متى يهنأ العراقي ببلده وبخيرات بلده بامان وخير وسعادة وسلام؟.. متى نرتاح ايها العراقيون؟.. متى نرتاح ايها الشرفاء؟.. متى نجد انفسنا؟.. متى نرقى؟ متى ننسى الحروب والمآسي..؟
اننا بحرب، ونعيش ، الحرب نعم، نعم يا اخوتي هذه هي الحرب الحقيقية بعينها!.. هذه هي الحرب المدمرة للفرد تماما..! انها الحرب النفسية؟؟ هل سمعتم بالحرب النفسية؟ وكيف تكون؟؟ هذه هي..!
حرمان، لا وجود للامان، سرقة، نهب، جروع، قلة خدمات، شقاء في شقاء في شقاء.. ومع هذا كله بدأنا ننحرم من ابسط الامور ومن ابسط الحقوق..!
وهناك تساؤل اخر لدي: ما هو ذنب العراقي بعد كل ما ذكرته لكم؟؟ ما هو ذنبه؟ ولم يتحمل كل هذه المتاعب والصعاب؟؟؟!!
هل لانه يعيش في العراق؟! ام لانه خلق عراقياً.. لماذا يقتل؟ لماذا يحرم من العمل؟ لماذا يهجر؟ لماذا لا يجد الامان؟ لماذا لا يستطيع العيش بهناء؟؟ الجواب واضح(لانه عراقي)!.. نعم، نعم (لانه عراقي)..! لذا فمكتوب عليه العذاب والحرمان مكتوب على بلده الدمار والاذى، مكتوب عليه الشقاء.. مكتوب عليه ان ينصاع للاوامر.. فأين هي حريته اذن؟.. تلك الحرية التي اتت واقفة على متن الدبابات التي دخلته؟؟ واين هي حقوقه كانسان يعيش بين اناس هذا العالم..؟
اننا نصرخ: لا، لا والف لا.. لن يستمر ومهما استمر ستكون له النهاية الحتمية..!
لأن لكل شيء نهاية، ولكل قصة خاتمة.. لكن اين هي خاتمة هذا السيناريو؟؟ اين نجدها؟ ومتى؟..
الله اعلم..!
ان كان الامر يتعلق بالناحية الاقتصادية وانهم مستعدون لدفع ما يسد حاجة المواطن ويردع الغلاء المؤكد حدوثه في الاسواق (لان الاستغلال لدينا اصبح عادة تعود عليها العراقي) فلم لا يستغلون هذه الامكانيات بمساعدة قرارات اخرى يصدرونها لفائدة العراقي من نواحي اخرى كالخدمات (تبليط الطرق، الكهرباء، وغيرها)؟.. لم لا يستغلونها بالتجارة الحسنة الصحيحة؟ او الصناعة التي اضمحلت من العراق؟.. او بناء الوحدات السكنية لمن لا يملكون السكن في بلدهم الحبيب؟.. لم لا يستغلون هذه الامكانية لذلك؟.. سوف يجيبوننا- بالتاكيد بانهم لا يملكون المال الكافي لذلك..! اذن من اين ستاتون بمبلغ يسد ما يحتاجه العراقي من القوت وغيره؟
فالامر اذن واضح تماماً…!!!
اعانك الله – ايها العراقي – على ما ابتلاك!
ذكرى نايف – بغداد
AZPPPL