كلام على الماشي لغة انكليزية
حسن النوّاب
كلنا يتذكر ان رحلتنا الشاقة مع حروف اللغة الإنكليزية تبدأ من الصف الخامس الابتدائي، ولا ادري ان كانت وزارة التربية مازالت تسير على هذا المنهج القديم ام انها استحدثت طرقا تعليمية اخرى لدراسة اللغة الانكليزية، فمثلا في الأردن يبدأ تعليم التلاميذ اللغة الإنكليزية من الصف الأول، وعرفت ذلك من خلال انخراط ولدي تبارك في مدارسهم عندما اقمت هناك لمدة سنتين قبل سفري الى استراليا. ولدرس اللغة الإنكليزية في الوطن احاديث وطرائف كثيرة، اذكر منها ان اخي الأكبر عاد من امتحان اللغة الإنكليزية عندما كان في الصف السادس الاعدادي واستقبلته امي رحمها الله عند الباب تسأله عن الأسئلة ان كانت سهلة ام صعبة؟ ولأن اخي الأكبر كان يتطيّر من هذا الدرس لم يرد عليها، فألحت عليه بالسؤال قائلة هذه المرة كأنَّ الأسئلة صعبة الا تخبرني ما صفن اخي الأكبر بوجه امي الصبوح ثم قال لها لماذا لم تذهبي بدلا مني الى قاعة الامتحان اذا كنت متحمسة ولك معرفة كاملة بدرس الإنجليزي؟ بالطبع كانت امي لا تجيد القراءة والكتابة لكنها تقرأ القرآن على ظهر قلب، واذكر ايضا ان الدرجة التي حصلت عليها بدرس الإنجليزي في الامتحان الوزاري للسادس الابتدائي كانت تسعة وتسعين، الأمر الذي ادهش قضاء ابو صخير برمته واولهم معلم الإنجليزي راضي جبر رحمه الله وكان ذلك عام 1972، وحصلت على درهم من والدي رحمه الله بسبب تفوقي بهذا الدرس، وبقيت احصل على درجات عالية في درس الإنجليزي بجميع مراحل الدراسة بما فيها الجامعية حيث كان درس تربية النحل باللغة الانكليزية وحصلت على درجة امتياز به، وهذه حقيقة لأني لست من الذين يطيّرون فيلة الى السماء؟ ولما وصلت الى استراليا انخرطت بدورات مكثفة مجانية لتحسين لغتي الإنجليزية، حتى اصبحت افهم نشرة الأخبار من التلفاز الاسترالي دون عناء، وبعد مرور عشر سنوات على اقامتي هنا صار بوسعي قراءة القصائد الانكليزية وترجمتها الى العربية وبالعكس، مثلما اجد متعة بمطالعة الروايات المكتوبة باللغة الانكليزية، وظننت ان هذه اللغة التي تؤرق الكثير من العربان اصبحت بالجيب كما يقولون، لكني احيانا اجد صعوبة بفهم ما يدور من حديث بين ابنائي، وكنت اعزو ذلك لعدم تركيزي، وقبل يومين دعوت عائلة استرالية من اصول امريكية على غداء عراقي وضمت الجلسة ابنتي حُسنى وعليا وصغيرنا مـُزكّى مع ام الجهال طبعا، ولم يبرح ولدي تبارك غرفته وظل لاهيا مع ألعابه الالكترونية؟ ولما دار حديث بين الضيوف وبين ابنتيّ شعرت بالحرج لأني لم اتمكن من فهم الا كلمات قليلة من حوارهم، واكتشفت ان كل ما تعلمته باللغة الانكليزية طيلة حياتي لم يكن الا نقطة في بحر، اجل ايها السادة كان الحديث الذي دار بين ابنتيّ والضيوف على درجة عالية من الالقاء والاتقان في نطق الحروف ولذا اصبحت امامهم مع ام الجهال مثل الأطرش بالزفة. بالمناسبة ام الجهال تتحدث اللغة الانكليزية افضل مني بكثير لأنها تزاول مفرداتها في مجال عملها لتربية الاطفال برغم ان شهادتها الدراسية لا تتعدى المتوسطة، بينما انا الشاعر المتنور والمثقف الذي لايشق له غبار اكتشفت اخيرا ان لغتي الإنجليزية بحاجة الى صيانة وترميم وغسل وتشحيم ايضا.. وسي يو ايها القراء الأعزاء.
AZP20
HSNO