كلام على الماشي ـ رباعية الأسبوع ـ علي السوداني

كلام على الماشي ـ رباعية الأسبوع ـ علي السوداني
1
أعلن الوحوش الأمريكان حتى الآن ، أنهم سيزودون المقاتلين السوريين ضدّ الحاكم بشار الأسد ، بصواريخ مضادة للطائرات من الصنف المتطور الذي يُحمل على الكتف .
بعض هؤلاء المقاتلين قتلة قساة مجانين ، وفكرهم يبرر لهم إسقاط طائرة مدنية تشيل ببطنها ثلاثمائة امرأة وطفل وشاب ومريض وهارب ومهاجر ومهجّر ، فقط من أجل هدف حقير هو إغلاق مطار دمشق الشام ، وقد تتنقل هذه الأكتاف المجنونة بين الشام وما حولها أو ما بعدها من أمصار العرب النائمة الخدرانة الملطخة بالذلّ والهوان ، بل وحتى الإفرنجة التي أشعلت سوريا كي تتلذذ بمنظر دماء الضحايا . ألمعلن هو حماية الضحايا من طيارات بشار ، والمضمر هو بقاء المذبحة متوازنة وعلى حالها القائم حتى تتكسر كل قوائم البلاد .
2
أصدر رئيس أمريكا أوباما فرمانين مختلفين حول بلاد ما بين القهرين ، أولهما هو رفع الحصانة الأمريكية عن صندوق اموال واعمار العراق وممتلكات أخرى ، وذلك بسبب التقدم العظيم الذي احرزته حكومة المحمية الخضراء في مسألة دفع الديون والتعويضات
الفرمان الثاني نصّ على تمديد فترة حالة الطوارىء الوطنية التي تتعلق بالعراق لعام آخر بسبب الوضع الأمني المتدهور وبالعقبات الحقيقية التي تواجه إعادة إعمار هذا البلد ونشر الأمن والسلام فيه وتطوير المؤسسات السياسية والإقتصادية التي لم تتغير حتى الآن ، ما يحتم علينا تمديد فترة حالة الطوارىء .
شوفوا تناقض السماسرة الأمريكان أبناء المواخير ونطف الشياطين إذ فتحوا باباً جديداً محميّاً ومشرعناً لنهب المزيد من أموال ذلك البلد المنكوب بأهله وبالغزاة . وكانت أمواله وومتلكاته من قبل قد وضعت تحت الحماية الأمريكية وفق قانون ودّع البزّون شحمة .
3
نحن الآن على مقربة واضحة من نهاية عصر النعومة الإيرانية . الجمهورية لم تعد بحاجة إلى لغة دبلوماسية منافقة مع جاراتها العربيات المهزومات . تمّ حل مشكلة منجزها النووي مع أمريكا بطريقة التخادم وتقاسم النفوذ والغنائم والحفاظ على جوهر الذرة التي ستبقى لصيقة جداً من القنبلة الحلم . ألسعوديون وجهوا دعوة تلفزيونية حميمة لوزير خارجية ايران لزيارة الرياض ، فردّ الإيرانيون بأنهم ينتظرون أن تكون الدعوة رسمية كي ينظرون إليها بجدّ . وعلى حسّ الرعب خُفّنْ يا رجليَّ ، طار أمير الكويت صوب طهران في مشهد فتح الباب أمام حجيج خليجي مطأطأ الرؤوس ومكسور الظهور نحو الجمهورية المنتصرة . حينها سيكون الإحتلال الثقافيّ الإيراني للمنطقة ، أخطر وألعن وأقسى من الإحتلال العسكريّ .
هذا هو المشهد النموذجيّ المسعد والمبهج والمريح للوحوش الأمريكان وذيولهم الحرامية والصفوة الماسونية التي لم تعد إلى عظيم حاجة كي تشتغل سراً وتحت الطاولة . الفلم في نهايته وربما في أولهِ . طرفا معادلة الحرب والدمار الشامل قد تكاملا ، والعنوان هو حرب المجانين الشيعة والسنّة التي نجحت بروفاتها الأولية في العراق ويراد الآن تعميمها حتى تتحول الأمة كلها الى كتلة نار ودم وموت ، مع بقاء العملية النفطية محمية ومصانة تحت يمين الوحوش والحرامية والهمج الأمريكان والإنكليز .
4
من المناظر الموجعة التي تؤيد ما ذهبنا إليه في السطور الفائتات ، هو مشهد فئتين سوريتين ومن عاونهما وظاهرهما مذهبيّاً ، وهما يتذابحان في مدينة القنيطرة وما حولها ، والجنود الإسرائيليون المقطّمون اللملوم ، يرقصون ويغنون ويصفقون ويرفعون الكؤوس من ذروة الجولان المحتل ، بصحة استمرار هذا المشهد البهيج .
هل ثمة حلّ ؟
نعم ثمة حلّ قبل خراب البصرة ومالطا ، يكمن في العودة إلى العقل وتفعيل منابع الضمير والشرف والوطنية وكنس البلد والعقل من كل خرافة وفتنة وضلالة .
AZP20
ALSO