(كلام الناس) من الناصرية: إهمال كبير يشمل سياحة الأهوار
جولة في أور الأثرية وأهم معالمها بيت النبي أبراهيم والزقّورة
الناصرية – سعدون الجابري
في احدث حلقات برنامج(كلام الناس) على قـــــــناة (الشرقية) تم تسليط الأضواء على أهم المعالم الأثرية والسياحية في مدينة الناصرية بزيارة مدينـــــة أور الأثرية وزقورتها الكبيرة التي عمرها ناهز الـ 2100 عاماً قبل الميلاد .
للمزيد من المعلومات مقدم برنامج (كلام الناس) علي الخالدي سأل مدير آثار مدينة أور علي كاظم عن معالم وتاريخ مدينة أور الأثرية ذات التأريخ العريق الذي قال(كما تعلمون هذه المدينة عمرها 2100 عام قبل الميلاد، وهي في ذلك الوقت حكمت العراق القديم بالعدل والأنصاف ، وابرز معالمها الزقوره التي شيدت من مادة اللبن من الداخل ومن الخارج من الطابوق والقير تتخلل البناء ( الحصران ) القصبية لتقوية البناء ، ومادة القير كانت تجلب من مدينة هيت شمال محافظة الأنبار ، وتنقل هذه الماده بواسطة زوارق كبيرة عبر نهر الفرات ، ارتفاع الزقوره كان 27 متراً والأن أصبح أرتفاعها 17 متراً بسبب القدم والظروف الجوية ..!!
مساحتها من الأعلى 2000 متراً مربع ، يعلوها معبد صغير للكاهن ، أتجاهاتها أربعة بدرجة صفر وانحرافها متر واربعين من الأعلى كي يعطيها ثباتاً بالأرض وهي نفس الاســــــتقامه بالبناء).
وبين كاظم ( في عام 1961 – 1962 أجريت لها صيانة بأشراف العالم العراقي الدكتور طاهر باقر ، كما هناك دراسة مع عدة جامعات ومنها الأمريكية لمعرفة أسباب وضع مادة القير مع القصب والحصيره في بناء الزقوره ، وفي موقع مدينة أور الأثرية توجد مدافن ملوك الفتره السومرية ، وكانت تدفن في هذه المقابر مقتنيات الملوك معهم ، مثل عرباتهم وقيثاراتهم الموسيقية وأهم مقتنياتهم الأخرى ، حيث كان الملك شورچي يعزف على أكثر من آله موسيقية ، والمقبرة هذه غريبه كانت في العراق القديم ، حيث الفراعنة كانت اهتماماتهم بالأهرامات بالمقابر التي يدفنون فيها ، والملك شورچي دفن بواسطة السرداب المشابه لسراديب مقبرة النجف في وادي السلام .. وقبرة كان مكشوفاً بالسرداب وتعلوه قاعة للجلوس لزائري قبرة .
والمقبره هنا في أور بنيت في عام 720 قبل الميلاد ، والمدينة يعود تأريخها لـ 400 عام قبل الميلاد. والملك كلكامش بعد رحيل صديقة الملك أنكيدو أستقر في مدينة الوركاء الأثرية ضمن محافظة المثنى ). مؤكداً (في موقع مدينة أور التأريخية معبد الملك لال ماخ ، وهو من المعابد المهمة .. في بناءه يوجد أقدم قوس من الطابوق وباقي لحد الآن ، وأصبح معبداً للعباده وكانت تعلق بداخله لوحات مهمه ، وفي هذا المعبد توجد آثر لعظام الملك باقيه ليومنا هذا).
لافتاً (الى أن مدينة أور نقبت من قبل عدة فرق تنقيب عالمية ، ووزارة السياحة والآثار قررت غلق المقبرة الملكيه وعدم دخول الزائرين لها ، لكن يتم الشرح لهم عن معالم هذه المقبره من بعد ، وذلك حفاظاً على القطع الأثرية وبعض معالمها والكتابات الموجودة في بعض جدرانها وارضياتها).
مبيناً (هنا أقدم مقبرتين في تأريخ العراق القديم ، وهي عباره عن حفره أستخرجت منها عدة كنوز أمتلأت بها متاحف العراق وبريطانيا ، وفي المقابر كان الاهتمام بالفراعنة أكثر من الملوك ، وهنا قبر الملك شولكي مع بقية القبور الموجدة للملوك ، ومدينة أور كانت تبث روح الثقافة والشعر والفن في ذلك الوقت ، والملك كلكامش كانت مملكته في الوركاء ضمن حدود مدينة السماوه .. حيث كلكامش بنا سوراً حول مدينة الوركاء الأثرية من مادة الآجر ، وتوجد على السور طبعات بالكتابات السومرية كتبت في عهد الملك).
اهوار الجبايش
المحطة الثانية كانت زيارتنا الاستطلاعية لمعلم مهم من معالم أهوار العراق الجنوبية الذي أقر وأنظم الى لائحة التراث العالمي ، الا هي أهوار الچبايش العملاقة شرق مدينة الناصرية ، والحديث عن هذا الهور الجميل والكبير ، والذي يوصف بجماليته الربانيه ، دون أجراء أية تعديلات وتأهيل لهذا الهور من قبل الحكومات المتعاقبة .وعنه يحدثنا الناشط البيئي في مجال الطبيعة ومسؤول منظمة أهوار الچبايش رعد الأسدي قائلا(نحن الآن في الأهوار الوسطى ( الچبايش ) أمامنا العمارة وخلفنا البصرة وهذه المدن تشتهر بأهوارها الجميلة ، سكان الأهوار كان عددهم يصل الى مليون نسمه والآن وصل الى 40 الى 50 بالمئجة في فترة أهوار سبعينيات القرن الماضي .والأهوار من المناطق السياحية المهمة والجاذبه للسياح من مختلف دول العالم ومن مدن العراق ، لكن للأسف هنا السياحة لازالت بدائية دون إهتمام حكومي يذكر ).واشار الخالدي:واهوار العراق معروفة لدى جميع دول العالم واهمها أهوار الچبايش والحمار والفهود وغيرها في الناصرية وأهور أم النعاج وأهوار الحويزه وأهوار الصحين والكحلاء وأهوار السلام وغيرها في مدينة العمارة وأهوار حرير شمال مدينة البصرة وهور الدملج الذي يربط محافظتي واسط بالديوانية ، جميع هذه الأهوار التي ذكرتها مهملة تماماً دون أية إهتمام من الجانب الحكومي ، ممكن هذه الأهوار أن تستثمر للجانب السياحي وجانب صيد الأسماك والطيور والجانب الرياضي أيضاً لتنظيم مسابقات للزوارق في الأهور ، كل هذا هو الذي ينعش الأهوار والسياحة فيها ، نحن زرنا بعض من أهوار أم النعاج في العمارة والمحادية للجانب الإيراني ، لم نجد مكاناً لإيواء السياح ولم نجد مطعماً واحداً أو حتى دورات المياه وهي مهمة وضرورية جداً للسياح الزائرين لأهوارنا ، وكذلك هنا في أهوار الچبايش حالها نفس حال بقية الأهوار العراقية .
* هذه دعوة الى وزارة السياحة والآثار وكذلك الى الهيئة الوطنية للإستثمار ، لغرض بناء فنادق أو مجمعات سياحية عن طريق الوزارة أو تعلن عن طريق الاستثمار ، وهي بالتالي فيها مردودات مالية طائلة لمن يريد نجاح السياحة في البلاد .
جولة بالزوارق
خلال جولتنا بالزوارق ( الشختوره ) في عمق أهوار الچبايش مع سائق الشختوره الشهير أبا حيدر وزميلة مهدي ، سألتهم عن وضع الأهوار في هذه الفتره كيف هي ، قالوا: الأهوار بخير والمياه فيها وفيره والأسماك كثيره وكذلك الطيور والحمد لله ، واما عن السياحة في الأهوار فهي سياحة محلية نحن أصحاب الزوارق نقوم بها للسياح القادمين للأهوار من المدن العراقية أو من خارج البلاد ، يومياً عشرات الزوارق تمتلئ بالسياح ونحن نتولى مهمة جولات هؤلاء الناس والعوائل التي تصل لقضاء الچبايش ، ونأخذهم بجولات في أعماق الهور ، وبعض الأحيان نأخذهم لبيوتنا البسيطة في داخل مناطق الأهوار أو على ضفاف الهور ، ونقوم بتهيئة طعام الغداء ( شوي الأسماك والطيور ) والخبز الحار وشاي الحطب نقدمة لهم ، وهو أفضل ما لم تقدم لهم الحكومة أي شئ بهذا الجانب السياحي المهم .
* معاناة سكان الأهوار : عدم وجود مستوصف بيطري لعلاج الإصابات المرضية التي تصيب الجواميس والأبقار ، وكذلك عدم وجود أعلاف للحيوانات مما يجعلهم يشترون الأعلاف من محافظة ميسان أو البصرة أو واسط ، كون الأعلاف أسعارها مرتفعة في الچبايش والناصرية .
* و من أهم الصناعات في أهوار الچبايش ، نرى بالجانب الغذائي صناعة الحليب ومشتقاته من القيمر والجبن وكذلك جبن ( الظفيره ) التي تشتهر به مدن الچبايش وقضاء المدينه ضمن الحدود الإدارية لمحافظة البصرة وكذلك صناعة ( الخريط ) الذي يستخرج من البردي في المسطحات المائية ، وكذلك صناعة الزوارق بأنواعها وأحجامها ، وصناعة ( البارية ) وهي من القصب تستعمل ببناء البيوت القصبية والطينية والمضايف العربية الكبيره .
فريق عمل برنامج( كلام الناس) :-الأعداد والتقديم : علي الخالدي،مخرج ميداني ومدير تصوير : عمر الجابري ،التصوير : سرمد بليبل،?Drone : علي الطرفي،المتابعة الإعلامية : سعدون الجابري،مونتاج : ياسر هاشم وتنفيذ : حسام الدين محمود.
