كثير ماترد لفظة الكعكة على الألسن، وقد ارتبط معناها بالشيء الدسم،وبالغنيمة المنتظرة واحيانا بفكاهة الضحك على الذقون، وهي شقيقة الكيكة ولدتا من اب وام مأكولين، ولكن الفرق بين الكعكة والكيكة، ان الكيكة تبدو أكثر سمنا ورقة وطراوة، واغراء، وأن الكيكة تؤكل بالإتفاق وفي مناسبات الفرح المرضي، بينما تؤكل الكعكة في بعض الأحيان انتزاعا،إضافة إلى ان الكعكة صارت من مفردات منظري السياسة ومنتقديها، لامانع لديهم من أن يأخذوها من الأفواه ويضعوها في ميزان السياسة المختل،لذلك صارت الكعكة رشيقة ضعيفة،لاتحتاج الى ملعقة أو سكين قطع،وهناك آراء كثيرة حول الكعكة والكيكة، وما يتصل بهما من أفواه وردت هذه الآراء في أمهات الكتب وأخواتها، لايتسع هذا الموقف لسردها كاملة، ولكننا نكتفي بما ورد عنهما من أعلام العصر وجهابذته! اما اعلام العصور السالفة فقد تكون لهم آراء مخالفة ومتنازعة حول الكعكة والكيكة، ومن التي دخلت اولا عالم الإبداع الانتهازي، وبحسب ماورد في كتاب (أكلوني البراغيث)، وكتاب (الهوع خوع)، وكتاب (التنابل في قصعة التقابل)، فإن مفهوم الكعكة يقترب اكثر واكثر من معناه البلاغي، حيث يقدم كل كتاب رؤيا واضحة عن الكعكة، والطارقون على حديد لحيمها، والمتشبثون بشم رائحتها عن بعد مسافة قد لايكون معقولا، وهاهو ملقن (وحي الكتابة) يشير الى فكرة مفادها : انك ياهذا اغرقت في الكعكة والكيكة، ولكنك لم تخبرنا عن طبيعة الفم الذي يأكل هذه، والفم الذي يأكل تلك! فأقول نزولا عند طلبه : تصنف الكعكة الأخرى بحسب طبيعة الفم الذي يتناولها وشراهته : الى كعكة مظلومين ومسروقين، ومحتلين، ومسلوبين وفقراء، ومشردين ومهجرين، كعكة المظلومين بالطبع هي كعكة تؤكل من قبل الظالمين، رغم عدم دسوميتها التامة، لذلك تجد في دول الظلم والتعسف ومن يولى عليهم منافقون قساة، لانهم منافقون قساة، استنادا الى قوله(ع): (كيفما تكونوا يولى عليكم) أقول: تجد موائد اقتسام الكعكة قائمة على قدم وساق.. والكعك المتداول اليوم في المشاهد العربية، والعراقية، ومشاهد دول العالم الثالث، هو كعك يتضور جوعا وألما وتحسرا لأنه يسلب من جيوب الفقراء، وبيوت التنك والطين، واصحاب الأمراض المزمنة، ويدخل مصروفه في جيوب مصاصي الدماء، ومحتكري الإنسانية والضمير، ومن لايهز ضميرهم سوى طلب المزيد من ثقافة (كعكة وثريد)!
رحيم الشاهر- كربلاء