كردستان..بوابات الأمل مشرعة

كردستان..بوابات الأمل مشرعة
د. أحمد أنور دزه يى
هناك الكثير من الدلالات والاشارات التي وردت في لقاء رئيس حكومة اقليم كردستان السيد ني يرفان بارزاني مع مجلة التايمز مؤخراً، تحتاج الى القاء الضوء عليها، يقف في مقدمتها ان ردود البارزاني، جاءت واضحة وغير مكررة، وبلغة خطاب مختلفة تؤكد ان القيادة السياسية في كردستان تتساوق مع التحولات والتطورات السياسية والاقتصادية في العالم، لغة تشعر انها تعبر عن سياسة مرسومة وثمة برنامج عمل تسير على هديه. اي انها لاتأتي كردود افعال لاحداث آنية بل، هناك رؤية تعالج المستجدات في المتغير السياسي، لكنها تؤكد على المستقبل وتحدد ملامحه…
أهم ماورد فيه ان البارزاني يحمل الولايات المتحدة مسؤولية اخلاقية بشأن معالجة المشاكل السياسية والاجتماعية التي يعاني منها العراق بوصفها من ساهم في تحرير العراق وراعية التغيير فيه، وفي الوقت نفسه يشير وبشكل خفي الى ضرورة تعزيز العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية لكونها احدى أهم الدول العظمى وتحالف الكرد معها ضرورة وهدف استراتيجي اذ لايمكن قيام دولة في كردستان من دون تحالف ورعاية دولة عظمى، واقربها الى الكرد أميركا. ومن طرف آخر اشار الى ان تركيا تمثل بوابة الأمل الوحيد لكردستان ما يعني ان هناك تحالف قوي بين حكومة الاقليم وتركيا ويفسر أهمية توصيف تركيا ببوابة الامل الوحيد، هو ان استقلالها يحتاج الى رعاية دولة اقليمية كبرى، لذا يقول ان هناك جملة تحديات كبيرة امامنا في كيفية تشكيل كردستان مستقلة، فقبل كل شيء علينا اقناع ولو دولة واحدة من الدول المجاورة لنا، فمن دون هذا لن نستطيع القيام بهذه الخطوة . اذاً هو يفسر ضرورات هذا التقارب ويعول بالتشديد على العلاقة الاقتصادية…معللاً ذلك بقوله ان تركيا بحاجة الى شيء ولكننا نحتاج الى اشياء.
ومن جانب آخر يفسر البارزاني سر الاختلاف مع المركز وتركيا، اذ يقول ان العلاقات بين اربيل وانقرة شهدت تطورا ملحوظا في السنوات القليلة الماضية، الا ان ذلك اثار حفيظة بغداد
ما يعني ان التقارب بين الاقليم وتركيا غير مرحب به من قبل حكومة المركز، وربما يأتي ذلك بسبب الحرج الذي يضغط على حكومة المركز لاخفاقها في ادارة الدولة وبناء مؤسساتها فضلاً عن الاخفاق في تقديم الكهرباء وباقي الخدمات وتفشي الفساد وازدياد عدد العاطلين عن العمل، في حين ان اقليم كوردستان قد تحول الى ورشة عمل كبيرة وتتدفق مئات الشركات الاجنبية للاستثمار فيه، على العكس من الحكومة الفيدرالية، التي اخفقت في ادارة المئات من المليارات لذا لجأت الى صناعة الازمات مع الاقليم. ثم اشار الى ان الوقت الحالي هو الاقرب الى اعلان كردستان مستقلة، بعد ان قرأ المشهد السياسي الاقليمي والعالمي يرى البارزاني ان الوقت الحالي هو الاقرب الى اعلان كردستان مستقلة.. لكن ما يترشح بهذا الشأن ان الكرد في العراق قوة متنامية وحيوية وبوابات الأمل مشرعة لها وكل الفرص متاحة، لا ينقصها سوى اعلان الاستقلال ان ارادت.
رئيس جامعة صلاح الدين
AZP07

مشاركة