كرجية – بشائر الشراد

كرجية – بشائر الشراد

تلك العجوز الصابئية … تسكن في ذاكرتي

مهاجرة ، مسافرة ، مواطنة ،عين غائرة  وثقب في الذاكرة

ارتدت الأرصفة لتبيع العلكة ….

لماذا لم نتعلم في مدينتي ان نحتفظ بالشمس في البيوت نخبأها كما يخبأ الحشرات أقواتها  لفجر الغد

ثم نوزعها بالتساوي على فقراء المدينة ؟؟!!

صابئية …. كان الجميع من حولي يردد نفس الكلمة …

لا تقتربوا منها ، انها امرأة وحيدة تسكن

لا تشتروا العلكة منها تلك الصابئية …

لا اذكر سوى وجهها الأبيض وشرايين يديها ونظراتي الحائرة على الرصيف

تلك الصابئية وذلك الشروقي … وهؤلاء ايزيديين… وهناك مجاهدي خلق( سازمان )  يسكنون في مدينة الرمادي خلف السكك الحديدية  انه دين الغرباء …

ماتت الإنسانية في قلبي منذ  اللحظة الأولى التي ادرت ظهري لها سائرة ولم القِ التحية…

ودب الخوف منذ اول ماجدة عراقية تخشى الحديث خلف الستار

في مدينتي …

كان للإنسان عشرة آذان وثلاث  عيون

اشترت مدينتي كل الحمام الطائر وخبأته في قفص حتى موسم انفلاونزا الطيور….

ومنذ ذلك الحين مازال الصبح يبكِ.

في مدينتي … الحبيبة

مشاركة