كثر الواعدون وضاع الصادقون
بعد دورتين انتخابيتين لمجلس النواب بدأت اولاها كما هومعروف عام 2005، ولم يبق على الثانية الا اسابع معدودات حيث تجري الاستعدادات لخوض الدورة الانتخابية الثالثة واختيار اعضاء جدد او قدماء في نيسان من هذا العام .. بعد كل هذا المشوار غير القصير في حياة الشعوب بما تخلله من برامج انتخابية واعدة وغنية بالمعالجات التي اجتهدت الكتل السياسية على وضعها واقسمت اغلظ الايمان على السعي لتطبيقها واسعاد المواطن من خلالها ، ماذا عسى المرشح الجديد او اية كتلة سياسية او ائتلاف يزمع خوض غمار الانتخابات ان يقدم من جديد يميزه عمن سبقوه ؟ وكيف ينجح باقناع المواطن الناخب الذي يشعر بالخيبة من الذين خذلوه وعرضوه لاسوأ انواع الخداع ، بضرورة المشاركة الفاعلة في الانتخابات وبان صوته مهماً لاحداث التغيير والاقتراب بخطوات ولو بسيطة نحو هدف تصحيح فعلي لمسار العملية السياسية التي لم تعد هرجاء كما كنا نصفها سابقاً ، بل كسيحة ومشلولة بفيروسات الطائفية ؟ هل بالامكان كسب ثقة المواطن مجدداً ببرامج انتخابية لم تترجم الى ارض الواقع؟!!
اسئلة مثل هذه وغيرها لابد ان تشغل عقل وتفكير كل مرشح ومن اي كتلة كانت وهو يقدم على خوض غمار هذه التجربة الانتخابية الصعبة جداً في هذه المرحلة وهو يتنافس على مقعد في مجلس النواب صار هو الهدف والغاية بما يوفره من امتيازات وليس وسيلة لخدمة المواطن والتضحية من اجله .. منافسة برغم كل ما يقال عن شفافيتها لاتخلو من تزوير خاصة ان تجربة ما بعد 2003 خلقت تماسيح وكواسج ليس من الهين ان تتنازل عما وفرته لها العملية من جاه وقوة ومال .. المرجعية الشريفة ومعها علماء الدين تحسست مبكراً عن مدى الخيبة التي اصابت المواطن جراء ممارسات البعض من اطراف العملية السياسية ، لذا فقد نبهت الى اهمية تجاوز حالة اليأس والمشاركة الفاعلة بالانتخابات لانها الوسيلة الانجع في تلقين من تنكر للعراق ولشعبه درساً عن امكانية ما يمكن ان يفعله المواطن .. شخصياً كمواطنة وتربوية لاادري كيف يمكن ان الطف الاجواء امام المواطن بعد كل سنوات الخيبة التي مرت حيث ومع الاسف مجلس نواب غير فاعل وحكومة عاجزة وقضاء تثار الشكوك احياناً عند بعض مفاصله .. واشعر بالخجل عندما اطلع على الارقام التيرلونية والمليارية من دون ان تكتحل عيوننا بمشروع ستراتيجي سواء في القطاع الزراعي ام الصناعي ام الخدمي .. اما واقعنا الامني فمعروف وضعه ولا يحتاج الى كثير كلام ..
من الصعب ادعاء اي مرشح انه سيكون الافضل والادعاء بكسب ثقة المواطن لمجرد تقديمه برنامج انتخابي زاخر باحلى الكلمات والوعود، لكن حسبه ان يكون له تاريخ غير مقطوع مع الناس البسطاء في منطقته ومحافظته ، ولم تسجل عليه شائبة في مسيرته الاجتماعية ، حسبه ان يقترب من الناس ليس بمدفأة او ورقة نقدية او طباخ بل بكلمات صادقة تشعرهم انه لن يخون ثقتهم وان يطرح نفسه كممثلاً لكل العراقيين في الشمال والجنوب الشرق او الغرب ، لكي يطمئن العراقي بان هنالك من يسعة لاعادة الوجه المشرق للهوية الوطنية المشوهة بالطائفية والمحاصصات .. لن تنفع بعد اليوم كل الكلمات المنمقة والجمل الرنانة في البرامج الانتخابية فالمواطن بحاجة الة من يشاركه معاناته ويشعر بالامه ويجالسه في كل الايام وليس عند الانتخابات فقط المواطن بحاجة الى مشتعر صادقة يطرزها الحب والتسامح والتضحية وبهذا قد يصل المرشح الى قلبه المملوؤ قيحاً من وعود الفاسدين ..
زينة طارق الجبوري