من وجوه الفساد المقنن: كتب الشكر بالجملة!
علي مارد الأسدي
تحولت كتب الشكر والتقدير في العراق، ومنذ سنوات طويلة، من وسيلة استثنائية لتحفيز الكفاءة وتكريم الإنجاز، إلى روتين إداري مبتذل لا يميز بين المجتهد والمتقاعس. ولهذا لم نعد نرى فيها أي دلالة على التميز، بعد أن باتت توزع بالجملة، بمناسبة أو بدونها، حتى فقدت قيمتها الرمزية ومضمونها العملي.
إن هذا السلوك الإداري الخاطئ والهدام، الذي كثيرًا ما يلجأ إليه المسؤول أو السياسي الفاسد، يشيع بيئة عمل شكلية، غير مهنية، تدار بالمحاباة والمجاملات والعلاقات لا بالكفاءة والعدالة والاستحقاق. وهو إجراء يفرغ ثقافة التقدير من محتواها الحقيقي، ويحبط الموظفين الأكفاء، ويغذي روح الاتكالية واللامبالاة، إذ لا يرى المجتهد فرقًا بين جهده وكسل غيره، ما دام الجميع يكافأون على السواء.
وما يزيد الأمر خطورة أن هذه الكتب، إلى جانب أثرها المعنوي الضار، تحتسب ضمن معايير الترفيع والعلاوة، فترتب التزامات مالية غير مستحقة على خزينة الدولة، وبالتالي تندرج ضمن أنماط الفساد الإداري المقنن.