كتابان تاريخيان جديدان عن أدوار عسكرية تاريخية

كتابان تاريخيان جديدان عن أدوار عسكرية تاريخية

حسين سرمك حسن

صدر عن دار تموز في دمشق مؤخرا كتابان جديدان، الأول هو للدكتور علي عبد مشالي – الأستاذ المساعد في جامعة القادسية – كلية التربية – وعنوانه (عياض بن غُنم الفهري – دراسة في دوره العسكري والإداري). وعياض بن غنم – كما تشير الكلمة التعريفية التي حملها الغلاف الأخير – من الشخصيات التاريخية التي أسهمت في بناء الحضارة العربية الإسلامية من خلال مشاركته في غزوات الرسول (ص) وقيادته الجيش العربي الإسلامي وتحرير أجزاء من العراق وبلاد الشام، ولا سيما الجزيرة الفراتية لنشر الإسلام، فضلا عن إدارة إمارة حمص للأعوام (18-20 هـ)، وإسهامه في تأسيس الدولة العربية الإسلامية الموحدة.

ومن الملاحظات المهمة التي أشار إليها المؤلف في مقدمته هي أن هذه الشخصية قد أهملت للأسف في معظم الدراسات التاريخية لاسيما الحديثة منها، فعلى سبيل المثال لا الحصر درس السيد خالد محمد خالد في كتابه “رجال حول الرسول” ستين شخصية إسلامية ولم يشر إلى عياض بن غُنم بينهم. فضلا عن عدم ذكره في قسم من الموسوعات ومنها “الموسوعة العربية الميسرة”، وكذلك لم يذكر في “موسوعة الأعلام في تاريخ العرب والمسلمين” للدكتور خليل ابراهيم خماش. جاء الكتاب (273 صفحة) في مقدمة وستة فصول وخاتمة وستة ملاحق (خرائط). كما استهل الكتاب بتقديم واف كتبه الدكتور محمد كريم الشمري الأستاذ في جامعة بابل أوضح فيه أهمية الدراسة ومكوناتها.

أما الكتاب الثاني فهو للدكتورة إسراء مهدي مزبان، وهو (النشاط العسكري للتتار وأثره في قيام الدولة المنغولية 519 – 624 هـ / 1125 – 1227). وقد يبدو عنوان الكتاب مربكاً للكثيرين من القراء الذين لم يعتادوا على التفرقة بين التتار والمغول ويعدونهما عراقاً واحداً وقبيلة واحدة. إنهما في الواقع قبيلتان منفصلتان كانتا تعيشان في القسم الشرقي من آسيا الوسطى والشمال الغربي من الصين. وإن كانوا من جنس واحد هو جنس الترك الذي تشعب إلى شعوب وقبائل كثيرة مثل السلاجقة والخوارزميين والتتار والمغول والخزر والقرغيز وغيرهم. وقد وقعت اشتباكات عنيفة ودموية بين التتار والمغول إلى أن استقر الأمر بين يدي الحاكم المغولي الأوحد في هضبة منغوليا (تيموجين – ومعناه الحديد – الذي اصبح لاحقاً جنكيز خان ويعني امبراطور العالم كله أو الرجل العظيم) الذي أسس امبراطورية عُرفت باسم الدولة المغولية.

ولكن في الحقيقة إن التتار ساهموا بدرجة كبيرة في تأسيس هذه الإمبراطورية، وكان من المفروض أن تسمى (امبراطورية التتار والمغول)، ولكن المؤرخين خلطوا بين الطرفين لأنهما سكنا موقعا جغرافيا واحدا هو هضبة منغوليا، أو لأنهما حملا صفات جسمانية متشابهة بسبب البيئة الجغرافية الواحدة التي عاشا فيها. كما أن تاريخ المغول كُتب متاخرا وقام على القصة والأسطورة التي حرّفت حقيقة دور الطرفين. وقد عُد الأثر الذي تركه التتار في الجانب العسكري جزءا لا يتجزأ من حياة الإمبراطورية المغولية التي بُنيت بفضل جهود التتار العسكرية الناجحة ومشاركتهم الفاعلة في بناء الدولة المغولية. لكن على الرغم من أن قيادة الجيش اقتصرت على المغول غير ان التحركات العسكرية على جبهة العالم السلامي اقترنت باسم التتار اكثر من اقترانها بالمغول، وتحديدا بعد وفاة جنكيزخان الذي كان قد منع تداول اسم التتار ومنع زواج التتار من المغوليات واباح العكس، إلا أنه ظل شائعا في حياة جنكيزخان وبعد وفاته. جاء الكتاب (278 صفحة) في مقدمة وأربعة فصول وخاتمة وتسعة ملاحق.

أمّا الكتاب الثاني فهو للدكتور علي عبد مشالي – الأستاذ المساعد في جامعة القادسية – كلية التربية – وعنوانه (عياض بن غُنم الفهري – دراسة في دوره العسكري والإداري).

وعياض بن غنم – كما تشير الكلمة التعريفية التي حملها الغلاف الأخير – من الشخصيات التاريخية التي أسهمت في بناء الحضارة العربية الإسلامية من خلال مشاركته في غزوات الرسول (ص) وقيادته الجيش العربي الإسلامي وتحرير أجزاء من العراق وبلاد الشام، ولا سيما الجزيرة الفراتية لنشر الإسلام، فضلا عن إدارة إمارة حمص للأعوام (18-20 هـ)، وإسهامه في تأسيس الدولة العربية الإسلامية الموحدة. ومن الملاحظات المهمة التي أشار إليها المؤلف في مقدمته هي أن هذه الشخصية قد أهملت للأسف في معظم الدراسات التاريخية لاسيما الحديثة منها، فعلى سبيل المثال لا الحصر درس السيد خالد محمد خالد في كتابه “رجال حول الرسول” ستين شخصية إسلامية ولم يشر إلى عياض بن غُنم بينهم. فضلا عن عدم ذكره في قسم من الموسوعات ومنها “الموسوعة العربية الميسرة”، وكذلك لم يذكر في “موسوعة الأعلام في تاريخ العرب والمسلمين” للدكتور خليل ابراهيم خماش.

جاء الكتاب (273 صفحة) في مقدمة وستة فصول وخاتمة وستة ملاحق (خرائط). كما استهل الكتاب بتقديم واف كتبه الدكتور محمد كريم الشمري الأستاذ في جامعة بابل أوضح فيه أهمية الدراسة ومكوناتها.