كتابان بين الربيع والنهوض الجديد
لندن – الزمان
صدر للباحث العراقي الدكتور هادي حسن حمودي في الشهر الماضي كتابان، هما:
1- عُمان آفاق التطوير المتواصل، يقرر فيه أن الدولة العربية الوحيدة التي استطاعت أن تستفيد مما عرف بالربيع العربي هي سلطنة عُمان. حيث توشّجت إرادة الشارع مع إرادة السلطة العليا للبلاد في التخلص من اثقال التنمية. وهي التي تعرف في ميادين علماء الاقتصاد بالدوامات الخبيثة.
وقد انطلق الكتاب من حقيقة أن للتاريخ قوانين تصنعها القوى البشرية الفعّالة.
ودائما.. للماضي حاضر يكشف عنه. وللمستقبل حاضر يبنيه. فالمعول دائما على الحاضر، مستفيدا من الماضي ومستشرفا آفاق المستقبل.
ولكل مجتمع، كما هو معلوم، قوانين تاريخه، وبتفعيل تلك القوانين ينتقل المجتمع من مرحلة إلى أخرى أكثر تطورا، ثم تصبح هذه المرحلة الجديدة قاعدة لمرحلة تطورية أخرى.. وهكذا..
هذه هي روح التاريخ.. وهذا هو سرّ أسرار حيوية الحياة، وطبيعة النهضات الجديرة بصفتها.
ومن هنا.. فإنّ محور هذا الكتاب ذو إطارين:
الأول: الإطار الفكري والفلسفي للانتقالات التي شهدتها عُمان في سنة 2012 وما زالت تشهدها بشكل يومي في المستويات كافة.
الثاني: الإطار العملي سواء كان ذلك في القضايا الاقتصادية أم الاجتماعية أم ما يتعلّق بهذين الجانبين من نشاطات رديفة وبُنَى أساسية، أو ما يُعرف بالبُنَى التحتية. برغم أن القضايا الاقتصادية والاجتماعية متداخلة تداخلا كبيرا، ومتوشّجة مع بعضها بعضا توشّجا لا يمكن انفصاله. وإنما لجأ الباحث، حسب قوله، إلى فكّ التداخل من أجل الدراسة العلمية لكل جانب، وفق مقتضيات مناهج البحث العلمي.
2- ديوان ” قصائد (1) ” الذي تضمن مجموعة من القصائد التي تتحدث عن واقع العالم العربي وتستنهض الهمم باتجاه مستقبل آمن مطمئن. قد يكون هذا ضربا من الخيال، ولكن الشعر هو خيال مبني على واقع.
من قصائد الديوان قصيدة من مائة وعشرين بيتا، نشرت سنة 1991 في أعقاب حرب الكويت، وما واكبها من مأساة على العراق بل عموم العالم العربي، فيأتي استنهاضهم مرة أخرى في أبيات عديدة منها هذا الخطاب المباشر:
إنهض فهذا العصرُ يفرضُ عِلْمَه
عَمَلٌ يَسُوْدُ ووَحْدَةٌ وحَنــانُ
إنهضْ فَدَيْتُكَ عالِماً متجدّدا
فالعلمُ في كلّ الزّمان أمـــــانُ
إنهضْ فَدَيْتُكَ طالبا ومُعَلِّما
ومُثقّفا نحو الذُّرى هَيْمـــانُ
إنهضْ فَدَيْتُكَ للبلاد معمّرا
فالعاملون الرُّوحُ والرَّيحـــانُ
إنهض فَدَيْتُكَ عاملا ومزارعا
تزهو به الأقوامُ والأوطــــانُ
إنّ التّكاسُل والتّواني سُـبّــــةٌ
مَرْذُولةٌ ومصيرُها الخسرانُ
حقّق طُموحَك للبلادِ بِوَحْدَةٍ
يدعو لها الإيمانُ والقــــرآنُ
واركَبْ متونَ الرّيح في شَغَفٍ بها
نحو الـمُنَى حيث الهنا الفتّانُ
فانهضْ بدرب السالكين مَحَجَّةً
غرّاءَ، فيها الخيرُ والنّشدانُ
واطلبْ علوم النّاهضين بهمّة
لا يعتريها الضّعفُ والنِّسيانُ
وثمة قصيدة يعود تاريخا إلى تشرين الأول 2013 يتعرض فيها الشاعر للمتعصبين والمتطرفين. وتقع في تسعين بيتا (الصورة المرفقة)، منها:
ومَنْ رَفَضَ التّسامحَ والتآخي
قَلاهُ النّاسُ بُغضا وانْـتِـــــهارا
ومَنْ حَسِبَ التّطرّفَ نصرَ دِيْنٍ
فلا دِينًا أصابَ ولا انتصــارا
فلا الأديانُ ترضى القتلَ نهجا
ولا الأديانُ تَحتاجُ انْتِحـــــــارا
وقد رسم الإلهُ لنا طريقًــــــــا
من الإيمان والحُبِّ اسْـتَـنــارا
ومَنْ لم يقرأ التاريخَ درسًـــــا
فقد خَسِرَ الْمَـسَـرَّةَ والْمَســــارا.