كتابات على جدران المعابد – نص شعري – قاسم وداي‮ ‬الربيعي‮ ‬

كتابات على جدران المعابد – نص شعري – قاسم وداي الربيعي

(1)

الغواية في بابل تكتمها جدران المعابد

يأتي النداء كقافلة السبي

والعيون تترقب ظل فارس من نحاس

فارس يأتي مثل الرمح في جسد الفناء

خاطبها النخل فنثرت شعــــــرها بوجه القارات

(2)

الصورة التي على جدارِ المعابد

حفرت لها أطاراً كأخاديد النهر

يترقبهــــا الجميع

لكنها تنتظر جمرة باردة على مركبٍ محترق

(3)

هُناك امرأة أشبه بحسرةِ البحار

تحلم بمدخنةٍ تتسلق ما تبقى من فجر

وثوب زهري تنشره على أجسادِ الشجر المُتعري

كي تغوي حضَارة الحقول

(4)

خجلة أنتِ لا تمنَحين الجدار العاقر

سيلاً من الشعرِ والجنون

وأنتِ تعلمين بأن الحب لي مهرجان

وسط الصمت الخارج من أزقةِ النجوم

(5)

تعالي نعبث مــعـــا

بأكوابِ التشهي

الوردية

نتَسلق الضفاف

ونلعق الشهد

على سواحلِ الدفء

(6)

الهروب الى جثة الخريف

خطيئة

فالأقدام العارية

طرية

لماذا لا نصنع منها أريكة

تستريح عليها الخليقة

(7)

سيدة القصور حُبلى بالبرقِ

مزجت رفاتي على أرصفةِ المرايا

أجري صوب غدرانها العذبة

أستجدي الماء وترويني عطشا

(8)

ربطتُ جراحي ومضيت

أبحثُ عن مدينة تستوعب جَسدي العتيق

حين وجدتها

منحتني جلادا ومقصلة

(9)

في بابل لم يكن الورد أسود

ولم يكن النهر يباباً

لكن القلوب مزقها صمت البوم

وارتدت الحداد

(10)

أين أرمي جسدي

والأبواب أشبه بالخرسانةِ

موصدة بوجهِ الضياء

لم تعد مدائن الفضاء والأنجم

تحوم فوقي بصدرها المُتدلي

خاطبتها حين حاصرني الوجع

فألقت بوجهي حقائبها المُتخمة بالرحيلِ