كاني قد كبرت – مجيد السامرائي
(كَأَنّي قَد كَبِرتُ وَشابَ رَأسي،وَقَلَّ تَجَلُّدي وَوَهى جَناني،أَلا يا دَهرُ يَومي مِثلُ أَمسي،وَأَعظَمُ هَيبَةً لِمَنِ اِلتَقاني) هذه للفارس عنترة الذي مايزال شاهرا سيفه في الساحة المسماة على اسمه ببغداد.( شاخ فرسه ولم تعد بطنه تتسم بما يملي عليه التغزل به). كنت التقيت طيفا غير متفق على ان يجتمعوا في ذات المكان ؛ وهم يتسمون بصفة مشتركة ؛ الترمل والانفصال او العزوبية حتى الشيخوخة الباسلة . كانت صغراهم قد تنبهت للامر ثم تبسمت وهي لاتسأل أحدا هل يفضل الشاي بالسكر او بدونه او بالسكرين ؟ لاطعم للاشياء قال صاحب العكاز والذي يشبه الصور التي تزين السجاد الفارسي في منزل استاذي المختص بالطنافس والزخارف الاسلامية والمقيم الان في كندا .. استاذي هل اذكر اسمك؟ لايهم ! تلك من علامات الكبر.
قال لي الاستاذ مؤيد البدري : إذا كنت في عمان فانت في أمان ! عبارة لاتنتمي الى الحكمة لكنني ارددها كلما هممت بمغادرة شقتي فاكتشف إني لم احكم اغلاق الباب جيدا .. ثم اهرع لعد ما احتفظ به من مصاري – ليست في صرة – وعطور من مصادر اوربية .. ثم اضحك .. وانا أتامل مظهري في مرآة المصعد ..ولا اكترث هل تكون السترة ملائمة للون البنطلون … وادفع دون انتظار رد مايتبقى في صندوق مزخرف يأتي به النادل وربما بقيتي على بقية مايتركه غيري له تكفيه مؤونة يوم كامل له ولعياله.ولاني صرت لااكترث لمن يقول حط قرش اليوم على قرش البارحه تكن ذا يسار او تموت فتعذرا واقول : لعلي قد كبرت ! ويهرول خلفي صاحب الدراي كلين (المكوجي ) : يادكتور بدلتك جاهزة تعال خذها ..
واقول له (لقد نسيت الفاتورة في البيت).. لاعليك انت صاحب محل … كفاية كل بدلاتك سكني غير مرة (السكني يعني الرصاصي) واحملها بتثاقل واضح وهو يضحك ويضرب كفا بكف ولعله يقول في سره: لقد كبرت ! ويقال في مناداتي اثناء حفل توقيع كتابي وذوات الشعر الاصفر الذي ليس اصفرا على رأي زوجة من يقدمني بالقول : الكبير القامة والقيمة ثم اضحك لمن لايجد غيرهذه الطبخة غير المتوازنة : واردد في سري .. الكبير نعم في السن .
ويقول لي من اعمل معه منذ 15 عاما: كان والدي لاينام .. بعد ان بلغ من العمر مابلغ .. ثم يؤاخذني ان بعض اصحابي قد تركوا له بصمة صوتية اقلقت منامه بعد انتصاف الليل ولم ينم ليلتها حتى طر الفجر ! فاقول له : حفيدي ذي الاربع سنين لاينام – وراثة –اخذها عني ! ثم لايضحك ولايصفق كفا بكف ولايقول لقد كبرت .. ثم اجدني اتم قول عنترة(كَأَنّي قَد كَبِرتُ وَشابَ رَأسي وَقَلَّ تَجَلُّدي وَوَهى جَناني).
