كاد المعلم يكون رسولاً

كاد المعلم يكون رسولاً

  بينما كنت امشي وارى اعداداتهم في وضع مكبرات صوت واداء تجربة من بعض طلبة بالقاء اناشيد ، كنت انظر لكم اشرطة الزينة والبالونات المعلقة كنت متسائلة هل مدرسة فتحت في ليل حيث عُلق كل ذلك وصورة ذاك الرجل الذي يظهر في تلفاز كيف وصلت هنا هل هو بعثها وهل سيأتي؟ من ستقبل يده من طالبات وسيمسد على شعرها مبتسماً ؟

يبدو المعلمون اكثر اناقة وزينة كما جعلتني امي ابدو كذلك واختي وجميع هنا ، نادتني صديقة لنعيد ترديد ما حفظناه الامس وبصوت واحدٍ كما طلبت المعلمة ، اختلطت الاصوات واختلفت الاناشيد . . ثم عم الهدوء بوصول مدير وهو يحمل مايكرفوناً وبدأ بالقاء خطاب لم اكن مبالية الا متى يحين دورنا نحن صف الاول الابتدائي بعدما خرج طلبة ممثلون باقِي المراحل حاملين صورة المثبتة ببداية كتبهم بعضهم تعبت يده اوقع صورة فضُرب! ربما ليس لأجل صورة قد يكون كتاب دين كما اوصت امي الا اوقعه على الارض – حرام ، كانت كلمات كثيرة ومكررة كاد المعلم ان بكون …. ، لا بئس فقد اخيراً اومأت المعلمة برأسها للبدء خرج صوتي لم اسمعه هكذا من قبل عالٍ جداً ومرتجف

بالاقلام والاوراق نكتب اسمج يا بغداد نكتب بغداد الحبيبة ..

لم ار  بعد ذاك صف اي تبجيل كالذي حدث قبل خمسة عشر سنة بيوم المعلم.

مرت سنوات دراسية لم نذكره او صدفة عرفنا !

هل معلم هذا الجيل لا يستحق ؟

لو حدث كذاك اليوم اي صورة ستُرفع وكيف سيضعون زينة وجدران مدارس معُرضة للسقوط و بلون الاتربة ، رُب لا حاجة لسبب لأجل الضرب والعقاب فهو ضمن اسلوب تربية !

حتى قُبيل اسبوع قال استاذ ان العلم زكاة لذلك يُدرس .. هذهِ رسالته في حياة كما أشار

حثيثا ادركت ما تكرر سابقاً كاد مُعلم ان يكون رسولا ..

وفي يوم 3/1  سارعت بخطاي بعد اكمل محاضرات وبحثاً في ممرات الجامعة لأقول للنادرين والقدوة الذين تُهدد حياتهم وليس لديهم رصانة ، تاركين عياداتهم لأجل اتمام الزكاة وايصال الرسالة

: كل عام وانت بخير يا أُستاذ ورد ببساطة بأبتسامة تحيطها تجاعيد الحياة وترهلات الذاكرة لمثلِ يوم المعلم . لأني رددت يوماً بأسمها وهي فقط ما بقيت بغداد ، هي تستحق ان يكونوا فيها وان نحتفل بِهم ، هُم بيننا كوجودها

هي اليوم النشيد والصورة .

ميادة الجبوري – بغداد

مشاركة