كاد المعلم أن يكون رسولا

والتذكر بقصيدة

كاد المعلم أن يكون رسولا

في هذا  الشارع مدرستي ببرائتي ومرحي وشقاوتي كانت ايام اجمل ايام اين تلك هي الايام الآن

الرسالأَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي     يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا

سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ         عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى

أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ  وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا

وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً          صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا

أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً  وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا

وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً    فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا

عَلَّمتَ يوناناً وَمِصرَ فَزالَتا      عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولا

وَاليَومَ أَصبَحَتا بِحالِ طُفولَةٍ     في العِلمِ تَلتَمِسانِهِ تَطفيلا

مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت     ما بالُ مَغرِبِها عَلَيهِ أُديلا

يا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ     بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا

ذَهَبَ الَّذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم وَاِستَعذَبوا فيها العَذابَ وَبيلا

في عالَمٍ صَحِبَ الحَياةَ مُقَيَّداً    بِالفَردِ مَخزوماً بِهِ مَغلولا

صَرَعَتهُ دُنيا المُستَبِدِّ كَما هَوَت مِن ضَربَةِ الشَمسِ الرُؤوسُ ذُهولا

سُقراطُ أَعطى الكَأسَ وَهيَ مَنِيَّةٌ            شَفَتَي مُحِبٍّ يَشتَهي التَقبيلا

عَرَضوا الحَياةَ عَلَيهِ وَهيَ غَباوَةٌ            فَأَبى وَآثَرَ أَن يَموتَ نَبيلا

إِنَّ الشَجاعَةَ في القُلوبِ كَثيرَةٌ   وَوَجَدتُ شُجعانَ العُقولِ قَليلا

إِنَّ الَّذي خَلَقَ الحَقيقَةَ عَلقَماً     لَم يُخلِ مِن أَهلِ الحَقيقَةِ جيلا

وَلَرُبَّما قَتَلَ الغَرامُ رِجالَها        قُتِلَ الغَرامُ كَمِ اِستَباحَ قَتيلا

أَوَكُلُّ مَن حامى عَنِ الحَقِّ اِقتَنى            عِندَ السَوادِ ضَغائِناً وَذُحولا

لَو كُنتُ أَعتَقِدُ الصَليبَ وَخَطبُهُ لَأَقَمتُ مِن صَلبِ المَسيحِ دَليلا

أَمُعَلِّمي الوادي وَساسَةَ نَشئِهِ    وَالطابِعينَ شَبابَهُ المَأمولا

وَالحامِلينَ إِذا دُعوا لِيُعَلِّموا      عِبءَ الأَمانَةِ فادِحاً مَسؤولا

كانَت لَنا قَدَمٌ إِلَيهِ خَفيفَةٌ          وَرِمَت بِدَنلوبٍ فَكانَ الفيلا

حَتّى رَأَينا مِصرَ تَخطو إِصبَعاً في العِلمِ إِن مَشَتِ المَمالِكُ ميلا

تِلكَ الكُفورُ وَحَشوُها أُمِّيَّةٌ        مِن عَهدِ خوفو لا تَرَ القِنديلا

تَجِدُ الَّذينَ بَنى المِسَلَّةَ جَدُّهُم    لا يُحسِنونَ لِإِبرَةٍ تَشكيلا

وَيُدَلَّلونَ إِذا أُريدَ قِيادُهُم          كَالبُهمِ تَأنَسُ إِذ تَرى التَدليلا

يَتلو الرِجالُ عَلَيهُمُ شَهَواتِهِم     فَالناجِحونَ أَلَدُّهُم تَرتيلا

الجَهلُ لا تَحيا عَلَيهِ جَماعَةٌ     كَيفَ الحَياةُ عَلى يَدَي عِزريلا

وَاللَهِ لَولا أَلسُنٌ وَقَرائِحٌ          دارَت عَلى فِطَنِ الشَبابِ شَمولا

وَتَعَهَّدَت مِن أَربَعينَ نُفوسَهُم    تَغزو القُنوطَ وَتَغرِسُ التَأميلا

عَرَفَت مَواضِعَ جَدبِهِم فَتَتابَعَت كَالعَينِ فَيضاً وَالغَمامِ مَسيلا

تُسدي الجَميلَ إِلى البِلادِ وَتَستَحي          مِن أَن تُكافَأَ بِالثَناءِ جَميلا

ما كانَ دَنلوبٌ وَلا تَعليمُهُ        عِندَ الشَدائِدِ يُغنِيانِ فَتيلا

رَبّوا عَلى الإِنصافِ فِتيانَ الحِمى          تَجِدوهُمُ كَهفَ الحُقوقِ كُهولا

فَهوَ الَّذي يَبني الطِباعَ قَويمَةً    وَهوَ الَّذي يَبني النُفوسَ عُدولا

وَيُقيمُ مَنطِقَ كُلِّ أَعوَجِ مَنطِقٍ   وَيُريهِ رَأياً في الأُمورِ أَصيلا

وَإِذا المُعَلِّمُ لَم يَكُن عَدلاً مَشى   روحُ العَدالَةِ في الشَبابِ ضَئيلا

وَإِذا المُعَلِّمُ ساءَ لَحظَ بَصيرَةٍ    جاءَت عَلى يَدِهِ البَصائِرُ حولا

وَإِذا أَتى الإِرشادُ مِن سَبَبِ الهَوى          وَمِنَ الغُرورِ فَسَمِّهِ التَضليلا

وَإِذا أُصيبَ القَومُ في أَخلاقِهِم   فَأَقِم عَلَيهِم مَأتَماً وَعَويلا

إِنّي لَأَعذُرُكُم وَأَحسَبُ عِبئَكُم    مِن بَينِ أَعباءِ الرِجالِ ثَقيلا

وَجَدَ المُساعِدَ غَيرُكُم وَحُرِمتُمُ   في مِصرَ عَونَ الأُمَّهاتِ جَليلا

وَإِذا النِساءُ نَشَأنَ في أُمِّيَّةً       رَضَعَ الرِجالُ جَهالَةً وَخُمولا

لَيسَ اليَتيمُ مَنِ اِنتَهى أَبَواهُ مِن  هَمِّ الحَياةِ وَخَلَّفاهُ ذَليلا

فَأَصابَ بِالدُنيا الحَكيمَةِ مِنهُما   وَبِحُسنِ تَربِيَةِ الزَمانِ بَديلا

إِنَّ اليَتيمَ هُوَ الَّذي تَلقى لَهُ       أُمّاً تَخَلَّت أَو أَباً مَشغولا

مِصرٌ إِذا ما راجَعَت أَيّامَها      لَم تَلقَ لِلسَبتِ العَظيمِ مَثيلا

البَرلَمانُ غَداً يُمَدُّ رُواقُهُ          ظِلّاً عَلى الوادي السَعيدِ ظَليلا

نَرجو إِذا التَعليمُ حَرَّكَ شَجوَهُ    أَلّا يَكونَ عَلى البِلادِ بَخيلا

قُل لِلشَبابِ اليَومَ بورِكَ غَرسُكُم دَنَتِ القُطوفُ وَذُلِّلَت تَذليلا

حَيّوا مِنَ الشُهَداءِ كُلَّ مُغَيَّبٍ     وَضَعوا عَلى أَحجارِهِ إِكليلا

لِيَكونَ حَظُّ الحَيِّ مِن شُكرانِكُم  جَمّاً وَحَظُّ المَيتِ مِنهُ جَزيلا

لا يَلمَسُ الدُستورُ فيكُم روحَهُ   حَتّى يَرى جُندِيَّهُ المَجهولا

ناشَدتُكُم تِلكَ الدِماءَ زَكِيَّةً        لا تَبعَثوا لِلبَرلَمانِ جَهولا

فَليَسأَلَنَّ عَنِ الأَرائِكِ سائِلٌ       أَحَمَلنَ فَضلاً أَم حَمَلنَ فُضولا

إِن أَنتَ أَطلَعتَ المُمَثِّلَ ناقِصاً   لَم تَلقَ عِندَ كَمالِهِ التَمثيلا

فَاِدعوا لَها أَهلَ الأَمانَةِ وَاِجعَلوا لِأولى البَصائِرِ مِنهُمُ التَفضيلا

إِنَّ المُقَصِّرَ قَد يَحولُ وَلَن تَرى لِجَهالَةِ الطَبعِ الغَبِيِّ مُحيلا

فَلَرُبَّ قَولٍ في الرِجالِ سَمِعتُمُ   ثُمَّ اِنقَضى فَكَأَنَّهُ ما قيلا

وَلَكَم نَصَرتُم بِالكَرامَةِ وَالهَوى  مَن كانَ عِندَكُمُ هُوَ المَخذولا

كَرَمٌ وَصَفحٌ في الشَبابِ وَطالَما كَرُمَ الشَبابُ شَمائِلاً وَمُيولا

قوموا اِجمَعوا شَعبَ الأُبُوَّةِ وَاِرفَعوا         صَوتَ الشَبابِ مُحَبَّباً مَقبولا

ما أَبعَدَ الغاياتِ إِلّا أَنَّني          أَجِدُ الثَباتَ لَكُم بِهِنَّ كَفيلا

فَكِلوا إِلى اللَهِ النَجاحَ وَثابِروا    فَاللَهُ خَيرٌ كافِلاً وَوَكيلا

ياله من شعر معاصر عبرالازمنة الجيل تلو الآخر, مجسدة بذكريات الطلاب والشغب والذكاء المنافس والكاس الذي يمنح للشاطر والعاقل لتحفيزه بسلك السلوك الجيد والمتميز وحنان المعلم وحرصه على الطالب وحثه باخلاص ابوي . حقا انها الرسالة التربوية التي يجب ان توصل للطالب بالشكل الذي يكسب الطالب دوراً فعالاً في المجتمع فيما بعد دوره التخصصي المعني فضلا عن دوره لنقل الرسالة التي تلقاها وبنفس النهج والاسلوب والمهارة والشعور بالمسؤولية تجسيدا للمبادئ والقيم والعلم . بامكاننا اجراء المقارنة بين الاداء التربوي التعليمي والاداء ذاته اليوم؟! واقع مرير لايجسد كون التربية والتعليم رسالة لها موازينها اعالية المرموقة ذات الهدف الموحد بتعليم الطلالب وتربيتهم , لااهداف ربحية وزيادة دخل المعلم على حساب الاخلال بموازين ايصال هذه الرسالة لماذا وماهو السبب مآل اليه مستوى التعليم في واقعنا ,  في هذا اليوم  لابد من اعادة الحسابات والتساؤلات للوصول او بالاحرى للرجوع كما كان عليه التعليم فنبدا التساؤل: هل ارتفعت جودة العملية التعليمة داخل الجامعات والمدارس؟ ام هناك تدن لهذه الجودة تعكسها مؤشراتها! أعتقد الإجابة واضحة فى موقع الجامعات المتدني فى الترتيب العالمي والإقليمي . لقد زاد التدهور والفساد الجامعات والمدارس . لقد تحول نشاط التعليم الجامعات والمدارس من  الجودة إلى حلبة مصارعة بين ألاساتذة والمعلمين في الجامعة  او المدرسة لكسب دخولا اضافية  حتى يتم إدراكهم فى كشوف الجودة التى تلائم شركات توظيف الأموال ، لقد تعرت نفوس الأساتذة وأصبحوا يتنافسون ويتصارعون على نفاق و كسب ود رئيس الجامعة ومجموعة المنتفعين حوله على كافة مستويات الجامعة ، او ادارة المدرسة مهمتهم الرئيسية التجسس على أعضاء هيئة التدريس وكتابة التقارير لصالح السلطة الإدارية فى الجامعة او المدرسة.وأصبح المعيار الوحيد يتحدد بمدى طاعة وخضوع عضو هيئة التدريس لأوامر السلطة الإدارية ! الجميع داخل الجامعات يكذب ويتجمل ويختبأ وراء استمارات وتقارير الجودة الوهمية المزورة ، أقل ما يقال عنها أنها مسخرة تحدث فى الجامعة  بعلم المسؤولين . والنتيجة أن التعليم فى الجامعات اوالمدارس يتم بصورة شكلية بلا مضمون حقيقي ، وتحولت الجامعات الحكومية إلى مطابع للشهادات ، وتخرج أجيال بلا فكر ولا مهارات ، ولا إحساس بالكرامة . فماذا ننتظر من أساتذة عبيد ؟! فهم لن يخرجوا أسياد ! وعن رسائل الماجستير والدكتوراه ، والأوراق البحثية للأساتذة فهي لا تساوى ثمن الورق الذي طبعت عليه ، والمؤتمرات التى يطلقون عليها مؤتمرات علمية ، هى فى حقيقتها سبوبة عيش لتلميع أصحاب المناصب الجامعية ، ومجرد تهريج واستيفاء أوراق بلا عائد حقيقي على المجتمع ، بلا شكل أو مضمون مجرد وسيلة للرزق . أن الجامعات اوالمدارس الحكومية تمر هذه الأيام بأسوأ أيامها ، ماهو العمل للعودة الى تفعيل الدور التربوي التعليمي ونحمى المجتمع من المخرجات  غير الجيدة لهذه العملية التربوية التعليمية

ادم أستاذي على نفس والدي وإن نالني من والدي الفضل والشرف

فذاك مربي الروح والروح جوهر وهذا مربي الجسم والجسم كالصدف

المعلم هذا العملاق الشامخ في عالم العلم والمعرفة وهو النور

الذي يضيء حياة الناس وهو عدو الجهل والقاضي عليه وهو

الذي ينمي العقل ويهذب الأخلاق لذا وجب تكريمه واحترامه

وتبجيله لأنه يحمل أسمى رسالة وهي رسالة العلم والتعليم

التي حملها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه

المدرسة والمعلم والعملية التعليمية التربوية التي تجري على مدخلات تتمثل بالطالب والكتاب والسلوك المستهدف(لانتاج مخرجات ذات قيمة تعكس الاداء الجيد والمجدي في المجتمع  فأذكر باعتزاز مدرستي الابتدائية السرطاوي المختلطة ومعلماتي القديرات ست سهيلة سهام فردوس نديمة وووو,  علما نني كنت يتيمة الام وكنت اتلهف للذهاب الى المدرسة نظير ماالقاه من حب وحنان وتوجيه تعويضي  عن امي … وتلتها المرحلة المتوسطة الجزيرة للبنات  وفيها مدرسساتي ( ست عواطف عباس وعواطف ابراهيم واستر وفيوليت وغنية  ووووو ومن ثم الثانوية ودراستي في مدرسة النهضة وفيها ( ست حسيبة ونهاد وجولي وماريا وموادي العلمية التي ابدعت فيها لاسيما الفيزياء التي حصلت فيها على درجة 100 في الخامس العلمي ورفضت ان تضع لي ست ؟ 100 بل 99 لكي لااصيب بالغرور ومن ثم لااحافظ على مستوى التفوق وامتداد لدراستي في كلية الادارة والاقتصاد/ جامعة بغدا في قسم المحاسبة واساتذتي من علماء المحاسبة والادارة والاحصاء والاقتصاد منهم د. منذر المعتوق واستاذ وضاح واستاذ سالم العبود واستاذ صلاح وجمال ثائر الغبان والاستاذ الكبير د. حنا رزوقي الصائغ الرائع واستاذ سيروان واستذ فائز نعيم الذي امتدت دراستي معه بالمعهد العالي للدراسات المحاسبية والمالية لنيل اعلى شهادة مهنية والدكتوراه في محاسبة الكلف والادارية  وووو غيرها من احداث واناس فاضلين لهم الاثر البالغ في نفوسنا وتقدمنا دون تراجعنا في الابداع وعذراً لمن سقط من ذاكرتي سهواً ونسياناً ولم أذكرها أو أذكره فكل كان له الاثر البالغ في حياتي،  كل الحب في عيد المعلم ولمن صان يصون وحافظ يحافظ على مكانة هذه المهمة الانسانية المصيرية بايصال رسالة التعلم والتربية وونشر العلم والمعرفة باتجاه ازدهار البلد ونموه واصلاحه دون تدهوره  من علمني حرفاً ملكني عبدا

مشاركة