كاتيوشا التاجي ينذر بتداعيات خطيرة وسط يأس من جدوى التحرّكات السياسية

 

 

 

مراقبون : جلسة البرلمان الطارئة لن تغيّر المعادلة والقوات الأمريكية قد تنسحب إلى كردستان

كاتيوشا التاجي ينذر بتداعيات خطيرة وسط يأس من جدوى التحرّكات السياسية

بغداد – عبد اللطيف الموسوي

تعرض معسكر التاجي امس الى هجوم جديد بصواريخ الكاتيوشا اوقع عددا من الضحايا في تطور لافت ينذر  بتداعيات خطيرة جراء تبادل الهجمات بين القوات الامريكية وجهات تستهدف قواعدها في العراق ، فيما يتوقع عقد  جلسة طارئة لمجلس النواب لمناقشة القضية. وتميز الهجوم الاخير بكثافته بعد سقوط 33 صاروخا على المواقع المستهدفة ما ادى الى وقوع عدد من الضحايا بين القوات العسكرية العراقية والاجنبية. والهجوم هو الثالث والعشرون منذ اواخر تشرين الأول الماضي ضدّ مصالح أمريكية في العراق، ويأتي بعد استشهاد ستة عراقيين، بينهم خمسة من الشرطة  في غارات أمريكية ليل الخميس رداً على هجوم بالكاتيوشا كان قد تعرض له معسكر التاجي مساء الأربعاء الماضي.ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي، لكن واشنطن عادة ما تتّهم الفصائل الموالية لإيران بشنّ مثل هذه الهجمات.وقال التحالف الدولي في تغريدة امس على تويتر إن (الهجوم الاخير أسفر عن إصابة ثلاثة من قواته وثلاثة من القوات العراقية). وفي وقت لاحق أصدر التحالف الدولي بيانا قال فيه، أن (نحو25  صاروخا عيار 107  ملم سقطت على قاعدة معسكر التاجي العراقية التي تضيف قوات التحالف)، مكتفيا بالقول ان (الهجوم تم في الساعة 10:51  صباحاً بتوقيت العراق).من جهتها أعلنت قيادة العمليات المشتركة سقوط 33  صاروخاً على وحدات الدفاع الجوي قرب بعثة التحالف الدولي داخل معسكر التاجي ما ادى إلى إصابة عدد من المنتسبين وهم بحالة حرجة جداً. وقالت القيادة في بيان انه (في تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً من يوم امس السبت تعرض معسكر التاجي الى عدوان سافر آخر بعد سقوط 33 صاروخاً نوع كاتيوشا على وحدات الدفاع الجوي العراقي وقرب بعثة التحالف الدولي)، مضيفة ان (هذا العدوان الغاشم تسبب بجرح عدد من منتسبي الدفاع الجوي وهم بحالة حرجة جداً)، مشيرة الى العثور  على (سبعة منصات تم اطلاق الصواريخ منها في منطقة ابو عظام قرب التاجي شمالي بغداد، ووجدت فيها 24  صاروخاً جاهزاً للإطلاق، وعملت على ابطال مفعولها). وأكدت انها (ستتخذ كل الاجراءات لملاحقة من قام بهذا العمل العدواني والقاء القبض عليهم)، مهددة بأنه (لا يمكن العبث بأمن العراق بهذا الشكل وان أي ارادة تحاول ان تكون بديلا للدولة وسياستها وسيادتها وتفرض لها وجوداً مصيره الفشل ومستقرها خلف القضبان بقوة القانون والقضاء العراقي، فعلى من يقوم بهذا العمل ان يعلن عن نفسه ليتحمل مسؤولياته القانونية والشرعية).وتابعت (سنعتبر اي طرف يعبيء لهذه الأعمال ويشرعنها بالدعم والتسهيلات شريكا محتملا فيها، كما نرفض ان تقوم القوات الامريكية او غيرها بأي عمل دون موافقة الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة، كما فعلت صباح الخميس الماضي فهي بذلك لا تحد من هذه الاعمال بل تغذيها وتضعف قدرة الدولة العراقية وتوقع المزيد من الخسائر بالعراقيين وغيرهم مما يستوجب المسارعة بتطبيق قرار مجلس النواب الخاص بموضوع الانسحاب). وكانت القيادة العمليات قد اعلنت عن سقوط جريحين من قيادة الدفاع الجوي في حصيلة أولية للقصف. الى ذلك اعلنت قيادة عمليات بغداد القبض على صاحب المرآب الواقع في منطقة ابو عظام الذي انطلقت منه الصواريخ.وكشفت عن احالة جميع منتسبي نقطة التفتيش القريية من المرآب إلى التحقيق. ورحبت كتائب حزب الله للمرة الأولى الخميس الماضي بالهجوم الاول الذي استهدف معسكر التاجي دون أن تتبناه. واشادت  بإطلاق 18 صاروخاً ما أسفر عن مقتل جنديين أميركيين ومجندة بريطانية، منددة بـ(قوات الاحتلال الأمريكي).وليلة الجمعة، شنت واشنطن غارات ثأرية استهدفت، بحسب بيان البنتاغون، مقار لكتائب حزب الله، وأسفرت عن استشهاد ستة من الشرطة والجيش ومدني واحد يعمل مساعد طباخ في مطار كربلاء تحت الانشاء.ومن النادر جداً أن تشنّ هجمات صاروخية مماثلة على قواعد عسكرية في وضح النهار. وأكد مصدر عسكري أمريكي إن السماء الملبدة بالغيوم امس السبت منعت طائرات الاستطلاع الأمريكية من التحليق لكن مصدرا في الشرطة اكد أن الطيران العسكري العراقي حلق بعد الهجوم بمستوى منخفض فوق مناطق شمال بغداد.ونددت وزارة الخارجية بـ(العدوان الأمريكي) بعد غارات الجمعة، واستدعت سفيري الولايات المتحدة وبريطانيا، معلنة أيضاً أنها سترفع شكوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.وقالت الوزارة في بيان انها ( تعبّر عن رفضها، وإدانتها لما أقدمت عليه القوات الأمريكيّة من انتهاك لسيادة العراق بقصف مقرّات للجيش، والشرطة، والحشد الشعبيّ وهي قوات وطنيّة عراقـيّة دافعت عن العراق، ووحدته، وقاتلت ببسالة، وأوقفت امتداد تنظيم داعش إلى دول المنطقة، بل العالم)، مؤكدة أنه (تم استدعاء السفير الأمريكي ماثيو تويلر من قبل الوكيل الاقدم عبد الكريم هاشم مصطفى في وزارة الخارجيّة اول امس الجمعة، حيث تم إبلاغة بما تقدم وتسليمه مُذكّرة احتجاج، وقد تم إبلاغه بأن الحكومة العراقية سترفع شكوى إلى مجلس الأمن وأخرى إلى الأمين العام للأمم المتحدة).وتابع البيان (سنُوصِل شكوانا إلى كلّ الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وسيُسلّم مندوب العراق لدى الأمم المتحدة رسالتين مُتطابقتين إلى الأمين العامّ، ومجلس الأمن الدولي، كما تم استقبال السفير البريطاني في العراق واطلاعه على ماتقدم وإبلاغه الاجراءات التي ينوي العراق القيام بها بخصوص الاعتداء الأمريكي الاخير). وفي ردود الافعال افاد النائب عن كتلة بدر النيابية كريم عليوي، بجمع تواقيع لعقد جلسة طارئة لمجلس النواب لمناقشة الخروقات الامريكية وقال عليوي في بيان امس إن (الشيطان الاكبر تجاوز كل الخطوط الحمر وانتهك السيادة الوطنية وعلينا جميعا الوقوف صفا واحدا للرد على هذه التجاوزات).وأضاف (نطالب رئاسة مجلس النواب بعقد جلسة طارئة لبحث الإجراءات الحكومية بحق امريكا التي انتهكت السيادة الوطنية، حيث مضينا فعلياً بجمع تواقيع اكثر من عشرين نائباً والعدد في تزايد لتقديم طلب رسمي الى رئاسة المجلس لعقد الجلسة).واوضح ان (الجلسة الطارئة ينبغي ان تعقد خلال هذا الاسبوع، بحضور رئيس الوزراء بالحكومة المستقيلة عادل عبد المهدي). من جهتها اكدت نقابة المحامين العراقيين ضرورة انها الوجود الأمريكي  في العراق . وقال نقيب المحامين العراقيين ضياء السعدي في بيان تلقته (الزمان) امس ان (القصف الصاروخي المستمر للمنشآت المدنية والعسكرية في المحافظات من قبل العسكرية الأمريكية شكّل عدواناً مرفوضاً ومداناً تبعا لخطورته وتعارضه مع ميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر استخدام القوة والعدوان في العلاقات الدولية)، مضيفا ان (تامين احترام السيادة العراقية يتطلب كشرط أساس، العمل على أبعاد العراق عن المحاور والصراعات الإقليمية والدولية والحيلولة دون أن يكون طرفا فيها لسد الذرائع بالتدخل الذي كثيرا ما يتمظهر بالعدوان العسكري وما يترتب عليه من انتهاكات من شانها تقويض الاستقلال والاستهانة بالسيادة الوطنية العراقية واثار مؤلمة وخطيرة على الصعيد الإنساني والأمني والاقتصادي) . وأكد السعدي ان (السعي نحو المطالبة بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الدولي والإقليمي على ارض العراق خارج نطاق الاتفاقيات المعلنة, والمصادق عليها من سلطات الدولة المختصه لمصالح وطنية, واعتماد سياسة ومواقف فعلية بهذا الاتجاه هو الضمانه الوحيدة التي من شأنها حماية سيادة العراق ووحدته واستقلاله) .

في غضون ذلك ، قلل مراقب من اهمية اي تحرك للبرلمان. وقال في تعليق تلقته (الزمان) امس  ان (الجلسة الطارئة لمجلس النواب بخصوص القصف الجوي لمقرات الحشد، لن تغير شيئا من المعادلة، فالقوات الأمريكية ستنسحب الى مناطق اقليم كردستان الذي يسعى بدوره استثمار أي حدث يضعف الحكومة المركزية)، واضاف (هنا سيضع الداخل العراقي أمام استمرار الهجمات الأمريكية مدى مارغبت،  كما ان فصائل المقاومة لن تبلغ أهدافها داخل الاقليم بسبب بعد الأهداف). ورأى ان (الرهان يبقى على تهديد ايران للقوات الأمريكية داخل الاقليم كما حدث قبل أيام عندما تم استهدافها)، على حد قوله.

(تفاصيل ص 2)

مشاركة