قيمة الشيء.. البيت العتيق

قيمة الشيء.. البيت العتيق

 تًعرّف (القيمة ) في علم النفس بانها هي الشيء المهم في حياة الانسان وهي التي توجه وترشد سلوكه وتُعتبر القيم حقائق اساسية في البناء الاجتماعي .يقول عالمم النفس باول بلووم ان قيمة الاشياء بما تمتلكه تاريخيا و ان كل شخص لديه اشياء خاصة به لا يمكن تعويضها على الاطلاق ولديه قيمة خاصة بسبب تاريخها المميز لها مثل خاتم قديم او لعبة لطفل عزيز والتي ان فقدت لا يمكن تعويضها والشخص يمكن ان يحصل على نفس الشيء ولكن لن يشعر بذات الشعور تجاهه ولا يمكن ان يسترد ذلك الشيء ان فقده ” ، ويضيف ” ان الاشياء الاصلية هي نتاج حالة ابداعية ولكن الاشياء المزورة لا تاتي من حالات ابداعية ” ويقول “ان حدس البشر وميلهم للاعتقاد بان عملاً ما هو صعب ويحتاج للكثير من الوقت والجهد والقدرة الابداعية هو امر مهم جدا في تقييم ذلك العمل ، اضافة الى التاريخ المتجذر في ذلك الشيء واذا تغير ذلك التاريخ فان الاشياء ممكن ان تفقد قيمتها “

ويقول الدكتور بلووم ” ان البشر ولدوا الى حد ما (جوهريين ) وهي اننا لا نتفاعل فحسب مع ما نراه او نشعر به او نسمعه بل اننا نتفاعل مع الامور تبعا لمعتقداتنا وقناعتنا وعلى ماهية الامور ومصدرها ومما صنعت و ماهي طبيعتها وما مخبأ بها وذلك ايضا صحيح تجاه ردود افعالنا “.

ومن خلال دراسة التاريخ القديم للبشر اثبت باحثون أوربيون إن الدراسات الجينية تظهر أن البشر الأوائل الذين غادروا منطقة القرن الأفريقي أتوا إلى شبه الجزيرة العربية. وقال الباحثون من جامعة (ليدز) في بريطانيا وجامعة (بورتو) في البرتغال إن دراستهم تلقي المزيد من الضوء حول حركة الهجرة لدى البشر الأوائل.اي ان اوائل البشر الذين اسسوا الحضارات كانت انطلاقاتهم من الجزيرة العربية.ولعل اول البيوت القديمة كانت في شبه الجزيرة العربية.

والبيت العتيق وهو اول بيت وضع للناس ورفع قواعده ابو الانبياء ابراهيم عليه السلام لذلك يعتبر من اعظم الموجودات قيمة معنوية ومادية لكل البشر ،والعتيق في اللغة هو صفة للعتق وهو القديم وهو ايضاً (الكرم ،  الجمال ، والشرف ،والنجابة ، والحرية).

ولعل الاية (27) من سورة (الحج) اشارت الى كلمة (الناس) مشيدة لقيمة هذا البيت العتيق لكل الناس والذين يأتون رجالا ونساء من كل فج و(الفج) هو الطريق الواسع البعيد واشارت الاية (28) من نفس السورة الى المنافع العظيمة التي يشهدونها والقيمة العظيمة لمكان البيت العتيق ، ثم اشارت الاية (29) من سورة الحج الى قضاء التفث ووفاء النذر و الطواف بالبيت العتيق وذكرت الاية (30) من نفس السورة كلمة ( يعظم) وهي اشارة لعظمة الحرمات المرتبطة بالبيت العتيق وتشير الاية (32) من نفس السورة لعظم الشعائر المرتبطة بالبيت العتيق ، اما الاية (33) من نفس السورة تشير الى المنافع مرة اخرى والمرتبطة هذه المرة بالزمن وهو (الاجل المسمى) والمرتبطة بالمكان وهو (محل البيت العتيق) ، من الملاحظ ان كلمة (اجل مسمى) غالبا ما ترتبط بالزمن القديم مثل (خلق الانسان من طين و خلق الشمس والقمر وخلق السموات والارض) واحيانا ترتبط بالشيء الزمني المعنوي والشيء المهم مثل (تاخير عمر الانسان و عمر الجنين في بطن امه و مسألة مدة التداين بالمال).

وهكذا نرى القيمة المعنوية والمادية لهذا البيت العتيق الذي اسس لكل الناس اولى الانطلاقات نحو مستقبل البشرية جمعاء .

غلام محمد هايس – البصرة

مشاركة