قنوط 

قنوط

مصطفى منعثر

كالفريسة بين انياب دهر بائس تطاردنا أبالسة الموت في الحلم واليقظة . فليالي ربيع هذا العام مخيفة جداً يستعرض فيها اليأس وينحسر فيها الأمل ويكور نفسه أمام حشد من طوابير توابيت الموتى تعيد مشاهد المقابر الجماعية . حيث ترى في كل زقاق اشتباكا يتبادل فيه رصاص العسكر مع دموع اباء الشهداء الحارقة . ونحيب الأمهات الثكلى أزقة تستقبل عامنا هذا بجلابيب الشهداء الحمراء بدل لباس البابا نويل الاحمر . فليالي رمضان عتم يخيم عليها السكون ولا صوت يعلو صوت الرياح المحملة بأنين الجرحى واستعراض سيارات الإسعاف المخيفة . نعم هكذا نصارع الوقت وبهذه المشاعر الثكلى نتسامر . فلا مطر يلاشي غبار هذه الاحزان ولا زقزقه تعلو هذا العويل . ولا نزيز ماءً يروي ظمأنا من شدة اللهاث. لا شيء يذكر سوى تلاقف  الارض لتلك الورود لتلتهما . ليصبح باطن ارض العراق رواية تحكي فصولها حلم وطموح وامل تلكم الشباب . فما آن الأوان لتاريخ بابل ان يتوقف عن سرد هذه الحكايات المحبطة ؟ فأرواحنا تريد التحرر من هذه العشوائية . تريد أن يتراجع هذا الظلام ويبدأ البياض ينتشر فيطل الفجر على قطار أحلامنا المؤجلة من ظلم طاغوت إلى آخر

مشاركة