سوريا تقرّر التعامل بالمثل وقطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا
قمة طهران توصي بالتصدّي للأجندات الإنفصالية وسط
قلق أمريكي من التقارب
دمشق – الزمان
طهران – رزاق نامقي
قررت دمشق امس ،قطع علاقاتها الدبلوماسية مع كييف عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل، بعد أسابيع من إقدام أوكرانيا على الخطوة ذاتها إثر اعتراف الحكومة السورية باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا.
وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية ان (الحكومة قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا ،وذلك عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل ورداً على قرار الحكومة الأوكرانية بهذا الصدد).
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي،أعلن في 29 حزيران الماضي، أنّ العلاقات بين أوكرانيا وسوريا انتهت، لافتاً الى أن (ضغوط العقوبات على دمشق ستزداد شدّة).
وجاء قراره بعد ساعات من إعلان سوريا الاعتراف باستقلال الجمهوريتين دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، لتصبح بذلك أول دولة تقدم على ذلك بعد روسيا التي اعترفت بهما في 21 شباط الماضي، قبيل بدء غزوها لأوكرانيا في 24 من الشهر نفسه.ولم تكن تلك المرة الاولى التي تنضمّ فيها دمشق إلى موسكو، إذ اعترفت الحكومة السورية في أيار 2018 بمنطقتي أبخازيا وأوسيتيا الانفصاليتين في جورجيا الواقعتين تحت النفوذ الروسي.
نزاع عسكري
وتعد موسكو من أبرز داعمي دمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع في العام 2011 دعماً عسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً، ولاسيما في مجلس الأمن الدولي ،حيث منعت مشاريع قرارات عدة تدين النظام السوري. كذلك، اسهم تدخلها العسكري في سوريا منذ أيلول الماضي 2015 بقلب ميزان القوى في النزاع لصالح الجيش السوري، ما مكّنه من استعادة السيطرة على مناطق واسعة. ووقعت موسكو خلال السنوات الماضية اتفاقات ثنائية مع دمشق وعقوداً طويلة الأمد في مجالات عدة أبرزها الطاقة والبناء والنفط والزراعة. وربط مراقبون ، قرار قطع العلاقات ،بالقمة التي عقدت بين ايران وتركيا وروسيا ،خرجت بتوصيات بشأن الوضع القائم في سوريا .
وجاء في التوصيات ان (الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ،عقد قمة استثنائية في طهران مع نظيريه التركي رجب طيب اردوغان والروسي فلاديمير بوتين ،بحثت الوضع في سوريا قبل اي عمل تركي فيها،والتشديد على تعزيز التنسيق الثلاثي ،مع تاكيد على مسار أستانا في التسوية السلمية والمستدامة للأزمة السورية)، مؤكدا (اهمية الالتزام بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، حسب ميثاق الأمم المتحدة، وكذلك التصميم على مواصلة العمل لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، خاصة شمال سوريا ،اضافة الى رفض جميع مبادرات الحكم الذاتي غير المشروعة، والهادفة للاتنفصال بحجة مكافحة الارهاب).
تعاون مستمر
داعين الى (التعاون المستمر من أجل القضاء على كافة الجماعات والمؤسسات والكيانات الإرهابية مع تعزيز العملية السياسية التي يقودها السوريون وتسهيلها في الأمم المتحدة)، وطالب الرؤساء بـ(تسهيل العودة الآمنة والطوعية للاجئين والنازحين ودعوة للمجتمع الدولي للمساهمة لإعادتهم، ودعوة المجتمع الدولي لادانة الهجمات العسكرية الإسرائيلية على سوريا، لانها تنتهك القانون الدولي وسيادة سوريا على اراضيها).
وفي واشنطن، قال منسق الاتصالات الستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن (واشنطن تشعر بالقلق حيال تعاون إيران وروسيا في صفقة طائرات مسيرة يمكن لموسكو استخدامها بالحرب الجارية في أوكرانيا)، واشار الى ان (لجوء روسيا إلى إيران للحصول على طائرات مسيرة بأنه مؤشر على مدى عزلة البلدين)، وتابع ان (إيران ترفض إدانة ما وصفه بالعدوان الروسي غير المبرر على أوكرانيا، وأنها مستعدة لمساعدة موسكو في هذه الحرب)، مؤكدا ان (الإدارة الأمريكية ستعمل على التأكد بصفة مستمرة من أنها تقدم لأوكرانيا المساعدات الأمنية للدفاع عن نفسها بشكل أفضل).
ويأتي اللقاء الثلاثي بعد أيام من جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط، حيث زار إسرائيل وفلسطين المحتلة، بالإضافة إلى السعودية التي التقى فيها زعماء دول الخليج العربي ومصر والأردن والعراق.