قمة ترامب-بوتين: ماذا يريد الرئيسان… والغائب زيلينسكي؟

انكوريج (الولايات المتحدة) (أ ف ب) – يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قمة في ألاسكا الجمعة، ستكون الحرب في أوكرانيا الأبرز على جدول أعمالها.

فماذا يريد كل من الرئيسين من اللقاء الأول بينهما منذ عودة ترامب الى البيت الأبيض مطلع العام الحالي؟ وماذا يريد الغائب الأبرز عنها، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؟

– ماذا يريد ترامب؟ –

باختصار، جائزة نوبل السلام.

لم يخف ترامب مرارا وتكرارا رغبته، وما يعتبرها جدارته، في الحصول على الجائزة المرموقة، على رغم أن العديد من المراقبين يستبعدون أن تكرّم اللجنة النروجية الرئيس المعروف بموافقه وتصرفاته المثيرة للجدل.

تباهى ترامب بمهاراته في عقد الصفقات وتعهّد بإنهاء حرب أوكرانيا سريعا، لكن دعواته إلى بوتين لم تلق استجابة، حتى بعدما كثّف الضغط على زيلينسكي للتوصل إلى تسوية، بما في ذلك قطع المساعدات الأميركية.

كما أكد الثري الجمهوري أنه يرى فرصا تجارية في روسيا التي لا تزال تحت العقوبات الغربية بسبب الحرب.

يخشى العديد من القادة الأوروبيين أنه في الاجتماع الثنائي بين الرئيسين الأميركي والروسي، قد يفرض بوتين تأثيره على ترامب الذي سبق له أن فاجأ كل المتابعين بعد قمتهما في هلسنكي 2018، بتأييد ما أدلى به بشأن نفي تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016، على رغم أن تقديرات أجهزة الاستخبارات في واشنطن كانت تشير الى النقيض من ذلك.

– ماذا يريد بوتين؟ –

الاحتفاظ بأكبر مساحة ممكنة من أوكرانيا.

عند بدء الغزو في شباط/فبراير 2022، لم تتمكن روسيا من السيطرة سريعا على أوكرانيا. لكنها حققت مكاسب ميدانية ثابتة خلال الأشهر الأخيرة، ما دفع بوتين إلى الاعتقاد بتمتعه بتفوق عسكري يتيح تحقيق مكاسب سياسية.

وقال السفير الأميركي السابق لدى كييف جون هيربست إن بوتين يدرك من الآن ما سيكون عليه الاتفاق بشأن أوكرانيا: وقف لإطلاق النار مع شكل من أشكال الضمانات الأمنية لأوكرانيا.

أضاف الدبلوماسي السابق، وهو حاليا باحث في مركز يوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، أن ذلك “لا يعطي بوتين ما يريده، وهو السيطرة على كامل أوكرانيا. ولكن ليس مهما ما يريده بوتين. إذا لم يستطع الحصول على شيء أكثر، فقد يكتفي بما هو متاح”.

طرح بوتين الاجتماع مع ترامب بعدما لوّح الرئيس الأميركي بفرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم تمضِ نحو وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

واعتبر سام غرين، الباحث في المركز الأوروبي لتحليل السياسات، أن “أفضل سيناريو لروسيا هو… التمكن من وضع اتفاق على الطاولة يوفر نوعا من وقف إطلاق النار، ولكنه يتيح لروسيا السيطرة على الديناميات التصعيدية، ولا يخلق أي نوع من الردع الحقيقي على الأرض أو في السماء فوق أوكرانيا”.

– ماذا يريد زيلينسكي؟ –

مقعد الى طاولة التفاوض، وانسحاب روسيا من أوكرانيا.

لم يدع ترامب زيلينسكي الى القمة، في تحول جذري عن إصرار الرئيس الأميركي السابق جو بايدن على عدم بحث “أي شي عن أوكرانيا من دون أوكرانيا”.

لكن ترامب تعهد بألا ينجز في قمة الجمعة، أي تسوية بشأن أوكرانيا، وأن يبقى ذلك رهن اجتماع ثلاثي يعقد في مرحلة لاحقة. لكن لقاء كهذا يبقى رهن موافقة بوتين على لقاء زيلينسكي.

لكن الرئيس الأميركي كرر التلميح الى أن أوكرانيا تحتاج الى تقديم تنازلات لتبادل أراضٍ مع روسيا من أجل التوصل الى تسوية، وهو ما رفضه زيلينسكي.

ورأت أولغا توكاريوك، الباحثة في المركز الأوروبي لتحليل السياسات، أنه من منظار الأوكرانيين “يبدو أن قوتين كبيرتين تقرران حصرا مصير أوكرانيا في غياب أي أوكرانيين على الطاولة”.

وأشارت الى أن السيناريو الأمثل بالنسبة الى كييف هو عدم توصل ترامب وبوتين الى أي اتفاق، وفرض عقوبات غربية جديدة على موسكو.

من جهته، اعتبر هيربست أن زيلينسكي قد يوافق على تسوية تتيح لروسيا الاحتفاظ بالسيطرة على مناطق تواجدها، من دون إقرار رسمي بذلك.

في المقابل، سيقبل بوتين بأن سعيه “للاستيلاء على المزيد من أوكرانيا واستعادة الإمبراطورية الروسية قد انتهى”، بحسب هيربست.

 

مشاركة