كييف – قلعة بريغانسون -أ ف ب) بروكسل – واشنطن -الزمان
أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد بقرار الولايات المتحدة تقديم ضمانات أمنية لكييف مستلهمة من معاهدة حلف شمال الأطلسي في إطار أي اتفاق سلام محتمل مع روسيا، وذلك عشية لقاء مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض بحضور قادة أوروبيين.
وقال زيلينسكي على منصات التواصل الاجتماعي إن «الضمانات الأمنية، نتيجة عملنا المشترك، يجب أن تكون عملية للغاية، وتوفر حماية في البر والجو والبحر، ويجب أن يتم إعدادها بمشاركة أوروبا»، وذلك عقب اجتماع عبر الفيديو لقادة «تحالف الراغبين» الذي يضم دولا حليفة لكييف.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد عن إحراز «تقدم كبير» بشأن روسيا عقب قمة عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بينما أعرب مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن اجتماع الاثنين في البيت الأبيض يضم الرئيس الأوكراني وقادة أوروبيين.
التف القادة الأوروبيون الأحد حول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي سيرافقونه الإثنين إلى البيت الأبيض، بعد قمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين لم يصدر عنها أي إعلان بشأن الحرب في أوكرانيا.
وأعلن حلفاء كييف الأوروبيون قرارهم مرافقة زيلينسكي إلى واشنطن قبل ساعات من مؤتمر عبر الفيديو عقده «تحالف الراغبين» المؤلف من داعمي أوكرانيا لبحث مسألة الضمانات الأمنية لكييف والخطوط العريضة لاتفاق سلام محتمل للحرب في هذا البلد.
وأكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشار الالماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفنلندي الكسندر ستوب ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والأمين العام للحلف الأطلسي مارك روته أنهم سيكونون حاضرين في واشنطن الإثنين.
والتقى ترامب وبوتين الجمعة في قاعدة عسكرية أميركية في ولاية ألاسكا، في قمة أولى بينهما منذ عودة الرئيس الأميركي الى البيت الأبيض، تركز البحث فيها على ايجاد تسوية للحرب التي شنتها موسكو على كييف عام 2022.
وبينما لم يعلن الزعيمان أي اتفاق ملموس بعد اللقاء، يستضيف ترامب في البيت الأبيض الاثنين نظيره فولوديمير زيلينسكي وعددا من القادة الأوروبيين، للبحث في نتائج لقائه بوتين واحتمالات التسوية في أوكرانيا.
وتحدث ترامب عن إحراز «تقدم كبير» بشأن روسيا. وكتب على منصته تروث سوشال الأحد «تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!»، بدون أن يورد مزيدا من التفاصيل.
الا أن ويتكوف أعرب في تصريحات لشبكة «سي ان ان» عن تفاؤله بشأن اجتماع الغد، آملا أن يكون «مثمرا».
كما أكد المبعوث الخاص الذي شارك في القمة التي جمعت ترامب ببوتين، أن موسكو قدمت «تنازلات» بشأن مناطق أوكرانية سبق أن أعلنت ضمها.
وقال ويتكوف «أنا متفائل بأننا سنعقد اجتماعا مثمرا الاثنين، سنتوصل الى توافق فعلي، سنتمكن من العودة الى الروس والدفع قدما باتفاق السلام هذا وانجازه» لوضع حد للحرب التي بدأت بالغزو الروسي في مطلع العام 2022.
وتابع المبعوث الأميركي الذي سبق أن زار موسكو أكثر من مرة والتقى بوتين، «قدم الروس بعض التنازلات… بشأن كل هذه المناطق الخمس».
ويرجح أن ويتكوف يشير الى مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا التي أعلنت روسيا ضمها الى أراضيها بعد بدء الغزو على رغم عدم سيطرتها عليها عسكريا بالكامل، وشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في 2014.
- «عقوبات جديدة محتملة» -
وشدد ويتكوف الأحد على أن ترامب اتفق مع بوتين على «ضمانات أمنية متينة» لأوكرانيا خلال قمتهما في ألاسكا. وقال «اتفقنا على ضمانات أمنية متينة أصفها بأنها تغير المعادلة».
ويهدف اجتماع ترامب وزيلنيسكي والقادة الأوروبيين الاثنين، للبحث في سبل وضع حد للنزاع الأعنف في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ويتوقع أن تكون هذه الضمانات التي تطالب بها أوكرانيا كجزء من أي تسوية مع روسيا، محورا أساسيا في اجتماع الاثنين في البيت الأبيض، والذي سيشارك فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته وآخرون.
وعقب القمة مع بوتين، تخلى ترامب عن المطالبة بوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وهو ما كان موقفه طوال الأشهر الماضية، وبات يعتبر أن السبيل الأفضل هو العمل على إبرام اتفاق سلام شامل يضع حدا نهائيا للحرب.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في تصريحات لقناة «ان بي سي» أن وقف إطلاق النار «لم يتم سحبه» من الخيارات المطروحة، لكن «ما نهدف إليه هو إنهاء الحرب».
وحذّر روبيو من «تداعيات» تشمل إمكان فرض عقوبات جديدة على روسيا، في حال عدم التوصل الى اتفاق سلام.
وصرح «إذا لم نتمكن من بلوغ اتفاق في نهاية المطاف فستكون هناك تداعيات»، مضيفا «ليست تداعيات الحرب المستمرة فحسب، بل تداعيات كل تلك العقوبات المستمرة وعقوبات جديدة محتملة تضاف إليها».
فيما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد أن نظيره الروسي فلاديمير بوتن «لا يريد السلام» مع أوكرانيا بل يريد منها «الاستسلام»، وذلك عقب اجتماع عبر الفيديو مع «تحالف الراغبين» الداعم لكييف.
وقال ماكرون «هل أعتقد أن الرئيس بوتين يريد السلام؟ إذا كنتم تريدون قناعتي الراسخة، فالجواب هو كلا. إنه يريد استسلام أوكرانيا، هذا ما اقترَحه»، مؤكدا أنه يريد «سلاما متينا ودائما، أي سلاما يحترم القانون الدولي… يحترم سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها».
ورأى في المقابل أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى إلى السلام بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف ماكرون، عشية مشاركته مع عدد من القادة الأوروبيين في اجتماع بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن، إن «رغبتنا هي تشكيل جبهة موحدة بين الأوروبيين والأوكرانيين»، وسؤال الأميركيين «إلى أي مدى» هم مستعدون للمساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا في اتفاق السلام المحتمل.
تشكل مسألة الضمانات الأمنية لأوكرانيا نقطة محورية في النقاشات حول اتفاق سلام محتمل، لأنها تهدف إلى ردع روسيا عن مهاجمة أوكرانيا مجددا.
وأبدى الرئيس الفرنسي حذره من اقتراح ترامب منح أوكرانيا حماية مشابهة لتلك التي تنص عليها معاهدة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، من دون أن تصبح عضوا في الحلف. وقال «أعتقد أن الطرح النظري لا يكفي. المسألة هي الجوهر».
وأكد ماكرون أنه «لا يمكن إجراء مناقشات بشأن الأراضي الأوكرانية بدون الأوكرانيين… كما لا يمكن إجراء مناقشات حول أمن الأوروبيين بدونهم»، مطالبا بدعوة الأوروبيين إلى أي قمة مقبلة بشأن أوكرانيا.
وتابع «سنذهب غدا (إلى واشنطن) ليس فقط لمرافقة الرئيس الأوكراني، بل سنذهب إلى هناك للدفاع عن مصالح الأوروبيين».