قلب الأم

قلب الأم

 نشرت دراسة امريكية عن الخلايا خاصة تسمى (الخلايا الخميرية الميكروبية Microchimerism) هو وجود عدد قليل من الخلايا التي تنشأ من شخص آخر وبالتالي فهي متميزة وراثيًا من خلايا الفرد المُضيف والتي تنتقل من المولود الجديد الى امه واكدت الدراسة ان عقل الام و قلبها يحتوي على عدد من هذه الخلايا والسبب هو انتقال هذه الخلايا عن طريق المشيمة اثناء الحمل و تعتبر المشيمة منفذاً لدخول الاوكسجين والغذاء للجنين.

واكدت ( هناء شاوخري ) في مستشفى ( ماونتن سينا) في مدينة نيويورك (ان بعض الامهات اللاتي يعانين من مرض عجز القلب قد شفين من العجز في القلب نتيجة لتحول تلك الخلايا الجــنينية الجذعية بعد الولادة في قلب الام الى خلايا طبيعية تقوم بوظيفة خلايا المريضة في قلب الأم) .

ويقول ( لي نلسون ) من (جامعة واشنطن في سياتل ) :” ان جسد الام يبقى مرتبطاً بطفلها بطريقة ما لسنوات طويلة بعد الولادة ” .

وفي دراسة اخرى لاكثر من ست وعشرين امرأة وجد ان هذه الخلايا موجودة في كل عضو من اعضاء الأمهات ومن ضمنها عقولهن .

واكدت الدراسات ان هذه الخلايا تبقى فعالة ونشطة لاكثر من (اربعين سنة ) على الاقل في الجسم . والناس الذين يحملونها يكونون اقل عرضة لبعض السرطانات والأمراض الأُخرى و ربما لها علاقة باطالة العمر.

الباحثة ( هلاري جاميل ) وهي زميلة للباحث ( نلسن) وجدت في دراسة لها ان العكس ايضاً صحيح وهي ان الخلايا تنتقل من الام الى الطفل ،فقد وجدت ان النساء الحوامل اللاتي يحمل هذه الخلايا من امهاتهن يكونن اقل عرضة لارتفاع ضغط الدم اثناء الحمل من النساء اللاتي لاتوجد خلايا في اجسادهن، ويضيف ( جاميل ) ان احتمالية انتقال تلك الخلايا الى الاحفاد واردة ايضا “. ويقول انه يمثل نظام دقيق لحماية الجسم من الأمراض عبر الأجيال .

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الجليل في الاية (15) من سورة الاحقاف ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ? حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ? وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ? حَتَّى? إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى? وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ? إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).

لقد اشارت الاية الكريمة للحمل والوضع و بلوغ العمر اربعين سنة وهو نفس مدة مكوث الخلايا في جسم الام ، وذكرت تلك النعمة التي تجلب الصحة وارتباطها بتلك الفترة الطويلة و ذكرت ايضا الاصلاح النفسي والمادي في الذرية باشارة عجيبة لانتقال تلك الخلايا من الاجداد الى الأحفاد .

غلام محمد هايس – البصرة

مشاركة