قلادة الإبداع
من البرامج الناجحة والاجتماعية (ظهيرة الجمعة) على قناة (الشرقية) والذي تقدمة المتالقة رقية حسن والتي سبق لي وان عملت معها ايام تلفزيون العراق.
فهي مقدمة برامج ناجحة ولها في هذا المجال باع طويل وخاصة البرامج الثقافية والاجتماعية حيث لديها ثقافة عامة ولها مكانتها وكذلك سرعة بديهية في اي محور تتناوله مع الضيف وتعرف اين تسأل واين تتدخل في المواضيع وهي سلسة جداً في ادارة اي حوار مع اي ضيف يكون في ضيافتها وتدخل القلوب بشفافية عالية وتتفوق على نفسها حلقة بعد حلقة. ومما اعجبني في حلقة هذا الاسبوع ومن خلال فقرة (سلامات) ومحاورتها الهاتفية مع نخلة عراقية شامخة من البصرة الفيحاء اعطت للعراق والفن الكثير من حياتها الا وهي الفنانه الكبيرة (سليمة خضير) وهي غنية عن التعريف لكل العراقيين الذين عاصروها من خلال مسيرتها الفنية والادبية والشعرية فهي فنانة على درجة عالية من الثقافة وهي رمز من رموز المسرح العراقي ورائدة في مجال السينما والتلفزيون. وكبقية الفنانين العراقيين الذين عانوا من الغربة والنسيان بالنسبة للحكومة وحتى وزارة الثقافة وهي تعيش في سوريا كبقية زملائها الفنانين بعيدة عن الوطن ولا من يد تمتد اليهم وتحتضنهم لانهم ثروة كبيرة وخسارة فادحة للفن والثقافة العراقية بتشتتهم في بلدان الغربة القاسية عليهم. ولقد نكبت هذه الفنانة الكبيرة بابنها البكر وتعيش صدمة قوية فقد اعتكفت هذه الفنانه على نفسها ولم تجد من يحنو عليها ويمد لها يد العون ليخرجها من محنتها العصيبة ويفك عنها هذا الحزن دون مواساة من احد. اقول هنا بادرت قناة (الشرقية) السباقة دوما في مد يد الحنان من خلال اتصالها الهاتفي مع خضير ودار حوار قادته المبدعة رقية وكيف تعاملت مع هذه القامة الكبيرة في حوارها الهاتفي مع الفنانة سليمة خضير وكيف اخرجتها من عزلتها التي فرضتها على نفسها بعد الحادث المأساوي وكيف وضعتها امام المشاهد وجها لوجه وهي تلملم جراحها شيئاً فشيئا لتعيدها لوضعها الطبيعي ومواجهة الجمهور وتحاوره بغصة احسست بها وهي تداري موقف صعب تمر به الفنانه هي انسانة كبقية البشر لها احاسيس ومشاعر وللحس الابداعي لدى المقدمة رقية حسن فقد راحت بطريقتها المعهودة شيئا فشيئا تأخذ وتعطي مع خضير بحيث استطاعت ولو لـ 50 بالمئة من اخراجها من العزلة التي تعيشها وتشد على يدها وتواسيها بمصابها الكبير حتى انها استطاعت ان تعرف من الفنانه القديرة اخر نتاجها وكتابة مذكراتها الشخصية. ونحن نتابع الحوار مع هذه الفنانة الكبيرة ومصابها الجلل كانت المقدمة رقية في تداخل مع الكونترول في الاستوديو اثناء الحوار وجاءت لمسة الحنان المعبرة عن غيرة وشرف عراقي نبيل الا وهو الاستاذ سعد البزاز ليضع احلى قلادة ابداع فوق رقبة نخلة عراقية شامخة معطاء عرفانا منه لهذه الباسقة المثمرة ودورها الريادي في المسرح وكذلك هي من المؤسسين الاوائل للفرقة القومية للتمثيل وهي شاعرة قدمت الكثير من القصائد الجميلة تغنت بحب العراق وخلال استرسالي بأحداث هذا اللقاء وذكريات الماضي وجدت نفسي ابكي دموع الفرح وهي تنهمرمن عيناي لا ارادياً وانا ارى ابن العراق البار يكرمها بأرقى قلادة ابداع عرفانا منه ولانه يعرف كل صغيرة وكبيرة عن ادباء وفناني وصحفي العراق وهو قريب من أي عراقي فبوركت العراقية التي انجبتك وارضعتك حب العراق واهله ولها مني الف رحمة على روحها الطاهرة ومن كل العراقيين.
عادل ناجي
/6/2012 Issue 4218 – Date 5 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4218 التاريخ 5»6»2012
AZP20