قـصص قـصيرة جـداً- نصوص- ‮ ‬مـؤيـد الصالحي‮ ‬

قـصص قـصيرة جـداً- نصوص-  مـؤيـد الصالحي

1  – أقبلت العاصفة بـقـوة ، جعلت الأغصان تنحني أمامها خائفة مرتعشة ، لكن الأزهار نفضت أوراقها الجــــميلة في شتى الاتجاهات .

2  – القطط النحيفة تتقافز بترقب و لهفة ، أمام البيوت في الحي الفقير ، تبحث عن كسرة خبر تركها الأطفال ، الذين يلعبون بكرة مصنوعة من أسمال بالية .

3  – أمطرت السماء ديدانا و حشرات ، فصارت طعاما شهيا للطيور الجائعة .

4  – الشوارع و الميادين العامة ، تقطعت أوصالها ، وأزهقت أرواحها من كثرة العجلات ، التي تمر فـوقها  .

5  – اعتاد القفز من رصيف لآخر ، يحث الخطى بين السيارات ، حتى تمتلئ جيوبه بالنقود ، لكن اليوم اكتفى بالجلوس جانبا ، بسبب إرهاق مفاجئ ألـم  به ، فلم يحصل على شيء .

6  – حينما هـم خادم الرب بقرع جرس الكنسية ، شاهد أعلى البناية الـقـلـق يطعم أفراخه الجائعة ، انتظر حتى يشبع الصغار .

7  – انسحب بهدوء دون أن يشعر به احد ، منعزلا عن الآخرين ، لأنه لا يريد أن يقابل الإساءة بمثلها .

8  – اجتهد الممثل في تقمص دوره ، و صار يـبـدل جلده بين حين وآخر ، فاصطدم في نهاية العمل انه  تطبع بالشخصية .

9  –  كان كثير المجاملة ، حتى انه ابتدع  لـغـة متعددة الأصوات و المستويات ، استطاع بواسطتها أن يفرض صوته  .

10  – فشل في تحقيق طموحه الشخصي ، رغم المثابرة في رسم الطريق ، لكنه نجح بسهولة في إحراز مساعدة سواه على ذلك .

11  – الولد الصغير لا يتوقف عن طرح الأسئلة ، حتى اعترف الأب بهشاشة ثقافته و تدني معلوماته ، فـقـرر مواجهة هذه المعضلة و التحرر من قـيـود جهله .

12  – تمنى أن يمد الله في عمره ألف عام ، كـي يتسع وقته لإصلاح الناس ، لكنه اصطدم بسلسلة من الأجيال المتعاقبة على مـداد الزمن ، فأصبح شخصا آخرا لا يمت بأي صلة إليه .