قطار القدس لا يمر بدمشق
رسالة مفتــوحة من القلب الى القادة العرب
سادتي اصحاب الفخامة..
لا حاجة بأن اذكر بان الجمهورية الاسلامية الايرانية رفعت في زمن الخميني شعارها المعروف وهو ان الطريق الى تحرير القدس لا يمر الا ببغداد وكربلاء المقدسة.. الان اصحاب الفخامة انكم تنهجون نفس النهج الذي استنكرتموه وشجبتموه سابقاً وجعلتم سوريا الان هي العدو الاول وليس اسرائيل وان طريقكم لتحرير القدس يمر بها.
سادتي اصحاب الفخامة, تذكروا ان عدوكم الاول هو ليس سوريا او العراق في عهد النظام السابق .
هذان النظامان اللذان كانا هما العدوين اللدودين لاسرائيل . انكم سادتي بنهجكم هذا تقفون من حيث لا تدرون في نفس الخندق الذي تقف فيه امريكا واسرائيل وبريطانيا الذين دمروا وارتكبوا ابشع الجرائم ضد الانسانية بحق الشعب العراقي .
انكم اصحاب الفخامة تقفون في نفس الخندق الذي تقف فيه امريكا واسرائيل وبريطانيا الذين احتلوا بلدنا.. اتدرون ام لا تدرون انكم تقدمون خدمة مجانية لمن دمر شعوبكم العربية وقام بجرائم ابادة وحشية يندى لها الجبين في العراق..
كل التمردات والانقلابات والثورات لم تشخص عدوا اساسياً له اليد السرية الطولى في ما آلت اليه المصائر العربية تحولت بفعلها الى انظمة اخوانية وغيرها عليها علامات استفهام كثيرة ولنا الحق ان نشكك اصلاً في معظم هذه الثورات التي تتحرك تحت غطاء دولي واضح النيات والاهداف.
لم يقل احد ولم نسمع حتى اليوم ان اسرائيل هي العدو الاول للأمة العربية وهذا ما يجب ان نذكركم به كلما وجدنا فرصة التذكير به لم يقل احد منكم ان اسرائيل ابتلعت الكثير من نضال الامة بأردية مختلفة وحروب معروفة مهدت للكثير من التشتت والانقسامات واستقرت في قلب الوطن العربي تخفي تحت رمادها جمرة متقدة تشتعل كلما حان وقت اشتعالها وكلما كانت هذه الامة منقسمة على نفسها تأكلها الطائفية والمذهبية والعرقية.
ان مايحصل في سوريا هو فعل صهيوني بامتياز لكسر القوة السورية وزجها في صراعات مذهبية كما يحصل الان في بلدي العراق(وهذا ما سيحصل في بلدانكم بالتأكيد عاجلاً او آجلاً). وسنرى ان الحكومة المقبلة وهي ضعيفة ستكون لا محال ممكن ان تعقد اتفاقات مستقبلية مع الكيان الصهيوني الذي وجد ان الساحة مهيئة له من دون اي يدخل الحرب على الساحة السورية.. فهذا الشأن متروك للشعب السوري نفسه وهو الذي يقرر مصيره.
ثقوا اصحاب الفخامة سيأتي الدور اليكم.. رسالة ارفعها اليكم وارجو ان لاتولد حساسية ضدي انا بغنى عنها.
بديع عارف – بغداد
/8/2012 Issue 4289 – Date 28 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4289 التاريخ 28»8»2012
AZPPPL