قصيدتان

قصيدتان
حارث معد
1
ذات ليلة.. واختفيت

يُنبِئُني ثلجُ هذه السنة،
أنني إنْ مكثتُ..
سأقيمُ في ارتعاشٍ دائم
فكل ما أعددتُه للمكوث
من شموع،
تمنحُ ظلي المخيفَ رهبةً،
قد انطفأتْ،
حين انطفأتُ..
ينبئُني صفيرُ قطارِ تلكَ المحطةِ،
أنني سأرحلُ وحيدا
ذات ليلةٍ باردة
عند أولِ حبَّةِ ثلجٍ هطلَتْ،
ثم ذابتْ،
حين ذبتُ..
وأنا في غرفتي
أعدُّ الحقائبَ الورديةَ،
هوَيتُ واجِماً،
وبكيتُ..
أهذه هي رحلتي الأخيرة
فما حشوتُ به المخدةَ،
من ريشِ الكلماتِ،
من نافذتي المطلةِ،
على السكةِ الحديد،
نثرتُه،
واختفيتُ..

2
دقيقة.. قبل السادسة
دقتْ السادسه
الموعدُ انتهى
دقتْ السادسه
لن أختفي،
حينما تُطفئينَ الإناره..
وتُسدلين الستاره..
المطرُ لي
والانتظارُ لي
والمكوثُ أمام منزلِكِ لي
البردُ والعُرْيُ وصَفيرُ الريحِ لي،
والدِّفْءُ لكِ،
والسريرُ الخالي لكِ،
والوقوفُ خلفَ الشباكِ لكِ،
فاستحمّي بمطرِ انتظاري
فالموعدُ انتهى
دقتْ السادسه
تخفت الأضواء
تكشر الأزقة،
عن أبواب معتمة،
أنحني..
أقعدُ القرفصاء
فانتشليني.. أو لا تنتشليني
أنا اهوِي في جُبِّ وحشتي،
هناك الصمتُ يضيعُ،
وتنعدمُ تكتكاتُ الثواني،
افتحي النافذة.. أو لا تفتحي
ولكنْ..
إليَّ بحاجياتي المهملة،
لحظة العناق
إليَّ بقبلتي الرطبة،
إليَّ بنظراتي الشاردة،
فالموعد انتهى
دقت السادسه
AZP09

مشاركة