قصيدتان
عشنا الحزين
رحلتَ ..
أرتجف الشباك الصغير
و صرخت طاولتنا السوداء
ثم بكت المقاعد ..
ما عادت تتراقص قصائدنا على الورق
و عشنا حزين صار ..
كئيب ..
كلما مررتُ فيه ..
أراها باردة .. جدرانه
تنزف الحروف بصمت
لا تشرق عليها الشمس
ما عادت تدفئها أحلامنا
و أشواقنا كلما ألتقت أعيننا
و لا عادت تضحك .. لخلافاتنا
و لن تبتسم او تصلي ..
و كفي دافئة بين كفيك
لقاؤنا الثاني .. أتذكره؟
يوم كنتُ ضائعة في احدى الممرات
أبحثُ عن عينيك .. دون ملل
و لما وجدتني انت ..
بين يديك .. طلبت مني ان اجلس
كسلطانة بين النساء ..
بدأت تحكي لي ..
عن تلك المواضيع الباردة
التي أضرمت فيّ نارا ..
و علمتني .. أن أحبك ..
و أن أذبح قلبي أشتياقاً
و ان ينزف كل دقيقة .. ألف مرة
دون ان يفكر للحظة ..
بأن ينساك ..
يومها .. أخذت دفتري الاخضر
ذاك الذي ملئته شعرا و نثرا
قصائد و خواطر و كلمات كتبتها لك
يومها .. أهديتك قلماً و كلمة ..
فأما القلم .. أخذته و ابتسمت
و اما الكلمة .. مازالت غافية
بين شفتي .. حتى هذه اللحظة ..
لقاؤنا الثاني .. أتذكره؟
يوم كتبت لي قصيدة ..
على الغيمات على الهواء ..
و نثرت لي شعري ..
و عطرته بحروفك ..
و تركته ينساب .. كنهر صغير
اغتسلت بطهره ..
اتذكر؟ يوم عانقتني بلا عناق
و سقيتني .. بلا ماء
اتذكر ؟
يومها ركع القلبُ لك
و أقر بأنه صار لك ..
و مضى و مضيت ..
أبحثُ عن خيط امل ..
يأخذني لقلبك ..
فرح غارس عدنان الطه – الموصل