قصيدتان – نص شعري – صادق الزعيري

قصيدتان – نص شعري – صادق الزعيري

(1)

الى الشاعر الانتحاري أحمد مطر

يا أحمد مطرْ.. أنت لم تمطر ماءً

إنما أمطرت للناسِ وللحكامِ آلاف العبرْ

وحمدتَ اللهَ.. لَمْ تَكُنْ والٍ ولا راعي بقرْ

يا أحمد مطرْ.. إننا نصفانِ

أنتَ سمّكَ انتحاري

وأنا صُنفتُ شاعر في سقرْ

فليسمّوا كلَّ ما يخطرُ في بالِ البشرْ

إننا ننطقُ في الحق جهاراً

وهمُ في وحلِ الباطلِ أسارى

ليسَ للباطلِ مفرْ

توأمي أنتَ بفضحِ القيصرِ المأبون وأزلام التترْ

نحنُ صنوان بعري الصمتِ والمسكوتِ وما على الناس إستترْ

 (2) حوار

قيلَ للجبل الأشمِّ:

إنَّ قامتك طويلةٌ جداً

قال: لولا الوادي

لما سمقتُ طويلاً

قيلَ للبحر:

أما تعبتَ مِنْ أمواجكَ النافرة

قال:

أنا لا أتعبُ ما دام هنالك شاطئ

سأستريح على صدرهِ الناهدْ

قيلَ للصحراء:

لماذا لا تتمددين أكثر

قالت:

حتى لا يبقى المبحرُ في رمالي بلا أمل

قيل للقلم: لماذا تكتبُ دائماً عن العظماء

قال:

حتى يعرفَ التافهون والحمقى أحجامهم

قيلَ للجمل:

لماذا أنتَ محدودبٌ هكذا

قال:

ومَنْ منكم مستقيم!؟