قصيدتان للشاعرة الدنمراكية لارسن

 


 

 

ترجمة د. زهير ياسين شليبه

 

 

 

 

بمناسبة رحيلها في الثاني من كانون الأول (ديسمبر) 2025: قصيدتان للشاعرة الدنمراكية ماريانه لارسن 1971-2025

ماريانا لارسن شاعرة ومترجمة وأكاديمية دنمركية معروفة وغزيرة الإنتاج، ولدت عام 1951، درست اللغة الصينية في جامعة كوبنهاجن عام 1970 – 1975 وترجمت نتاجات من الصينية إلى الدنمركية.

نذكر بعض عناوين كتبها:

أصدرت ماريانه لارسن عدة كتب بين الشعر والنثر، نذكر أهمّها: كتابها الأول “التركيزات” 1971، الذي يتضمن مجموعة قصائد وقطعة نثرية، النغمة المتكررة 1972، إحدى وعشرون قصيدة 1973، الإحباط 1973، هذا ما يجب أن يقال 1976 وأخرى كثيرة.
تميّزت كتابتها في هذه المرحلة المبكرة بالتجريبية، وغلبة موضوعة انتقادً السلطة الرسمية دعمًا للضعفاء من وجهة نظر يسارية مما جعلها تتميز بالتفاعلية الإيجابية مع وسط قرّائها.

نُشرت روايات ماريانه لارسن الثلاث الأولى بين عامي ١٩٨٩ و١٩٩٢، وكانت تدور حول بلوغ فتاة ريفية سن الرشد، تقترب قليلًا من السيرة الذاتية. بعد ذلك، كتبت المزيد من الروايات، بالإضافة إلى كتب للأطفال والشباب. وعلى مر السنين، نالت العديد من الجوائز والمكافآت الأدبية. كان آخرها جائزة الأكاديمية الدنمركية الكبرى (Danske Akademis Store Pris) عام ٢٠٢٢، وجاء فيها: “منذ ظهورها الأول عام ١٩٧١… كان عالم أحلامها السياسي الصريح مصدر قوة طبيعيًا لا ينضب في الأدب واللغة الدنمركية”.
صدرت ثلاثة كتب ضمّت قصائدَ ماريانه لارسن مترجمة إلى الإنجليزية من ثلاث قارات: الأولى لناديا كريستنسن، ١٩٨٢ في الولايات المتحدة، والثانية لروبين إيانسن، “تقويم الظل”، في أستراليا 1995. والثالثة لعدة مترجمين، نُشرت في المملكة المتحدة بعنوان “لغة مشتركة” ٢٠٠٦.

أقدّم هنا لقراء العربية قصيدتين ترجمتهما ونشرتهما ضمن كتابي “مختارات الشعر الدنمركي بالدنمركية والعربية” الصادر عام 2000
وقد تم في التسعينات قراءة بعض قصائدها المترجمة من قبلنا بالعربية والدنمركية بحضورها وبدونه في أمسيات جمعية ” اصدقاء عبر التخوم” (أصدقاء من كل العالم)، في مدينة روسكيلده التي كنتُ نائبا لرئيسها ومن مجموعة مؤسسيها.
وبلا شك أنها تعاونت مع جمعيات ثقافية أخرى مثل تجمّع سنونو في كوبنهاجن بإشراف الشاعر منعم الفقير.

كانت الشاعرة ماريانه لارسن على درجة كبيرة من التواضع والأخلاق العالية وأرسلت لي موافقتها على نشر قصائدها المترجمة من قبلي بكل سرور ودون مقابل مادّي.

توفيت لارسن في ٢ ديسمبر ٢٠٢٥، عن عمر يناهز ٧٤ عامًا.

قصيدة البقاء

أنا إنسانٌ
وهكذا فأنا بين الأسعد
من مكوّنات خلايا هذا الكون وجزيئاته
أنا أسعدُ من الحيوانات
أنا أسعدُ من العلبِ في صناديق القمامة
كلُّ ثانيةٍ مني أسعدُ
من كلّ المواد الأخرى غير البشرية
أنا أسعدُ من أكواخِ صفائح المعدنِ
لو متُ لكنتُ سأصيرُ مثلها
أعيشُ
على امتدادِ الأسوارِ
أنا أسعدُ من الأسلاك المشعّة والأبوابِ الزجاجية
أنا أسعدُ من الحشراتِ الدرعية السوداء الفاحمة *
أنا أسعدُ من كلِّ الموتى
أنا أسعدُ من جدار مسخَّمٍ
هذا يعطي قوةً
هل تأتي معي نَمُرُّ عبرَ القذارة
الحقيقية والرمزية
هل تأتي معي لمقاومتها؟
نحنُ أقوى منها
أسعدُ منها
سنَعيشُ
1978

*الحشرات القشرية أو ذوات الدروع “المدرّعة” يكون جلدها أو بعض أجزائه قويا يحميها مثل درع السلحفاة.

مكانٌ شاغرٌ

كانَ يجب عليك المجيء
وتقول
أهتمُّ بك

أكره الكرسي
الذي كان يجب أن تجلس عليه

أخشى من كرهي
لهذا الكرسي
إنه على وشك أن يقتلني.
1987

• القصيدتان مترجمتان في نهاية التسعينات ونشرتا في موقع القصة العراقية ومن ثم ضمن كتابي “مختارات من الشعر الدنماركي” 1998-2000 ويمكن الاطّلاع عليهما في الإصدار الإليكتروني للمجموعة، وموقعي الشخصي أيضاً.

مختارات من الشعر الدنماركي بالدنماركية والعربية
غلاف الطبعة الأولى 2000

 

 

 

مشاركة