قصيدة قديمة ـ أسعد البصري

قصيدة قديمة ـ أسعد البصري
غارقٌ بالحبّ مثل قاربٍ مليءٍ بالرصاص
هذي هي الدّنيا
فمن أيّ حديقةٍ أسرقُ العمرَ
ومن أيةِ نجمةٍ سوف تفتحين السّؤال
أبوكِ مندهِشٌ
على عينيه سالَتْ مُدُنٌ
رأى الليلَ شيخاً يُعلّمُ فنَّ الهدوء
والمنفى عصاةً تربّي
أبوكِ الطريقْ
شجرةٌ مريضةٌ ، غابةٌ في الحريقْ
نامي على ساعدي
فأبوكِ الليل والنوم العميقْ
………………………………..
رغبات
………………
راغباً أن أمدّ يديّ وأحمي يديها
وأبني من الريح بيتاً
من الوهم سَدْ
راغباً أَنْ أخافَ على أَحَدٍ
أَن أُصلّي لأيّ أَحَدْ
راغباً أن أُحِبَّ حبيبي
وأَرقُصَ خدّاً لخَدْ
راغباً أن يطول المساءُ
ويهدأَ قلبُ البلدْ
راغباً دونما سَبَبٍ بالبكاء وحيداً
راغباً دونما سَبَبٍ بالجَسَدْ
راغباً بالشبابيك
أو بالعيون التي خلفها
راغباً يا إلهي
بوجه الفناء و ثغر الأبَدْ
…………………………….
دمشق م
أربعة أحزان
………………….
حُزني بوابةُ أعدائي
شهادة ميلاد الهزيمةْ
حزني المساءُ الذي
أُحبّكِ فيه وأطويْ عليكِ نسيمهْ
حُزني إذا غادر الناسُ وجهي
أداةُ الجريمةْ
حزني بوابةُ أعدائي
طريقي إلى الموتِ
تحفرهُ من بعيدٍ يداها
وكلّ الأيادي الرحيمةْ
………………………….
دمشق م
الشّك
……………
دمٌ بين قلبي وقلبي
وبيني وبين حبيبي
وخلف العيون ، وتحت الوسادةْ
دمٌ هائلٌ
حيث نام ، و حيث استفاقَ
وحيث تركتُ فؤادي يمسّ فؤادهْ
دمٌ في الجدار وفي قبضة الباب
تحت النهود، و عند القلادةْ
حبيبي يؤثّثُ أيامه بانتقامٍ غريبٍ
ينامُ لكي في الصباح
يلوّنُ شبّاكنا بالعصافير وهي تموتُ
وباليأسِ حين اتقادهْ
على سُلّمِ الوقتِ هذا المساء
رأيتُ حبيبي طريداً
يحاولُ غيري اصطيادهْ
صرختُ ح… ب.. ي..ب…ي
ولم يلتفتْ غيرُ جرحي
صرختُ
وقلبي أَتَمَّ ابتعادهْ
صرختُ
وقلبي أَتَمَّ ابتعادهْ
AZP09

مشاركة