قصص قصيرة جداً
أيسر الصندوق
الوهم
أعزل نحيل صائر إلى ذرات هواء يغيب عن الرؤيا حيناً بعد حين، أيقظ حلماً غريباً حين أطرق بابه بطرقات خفيفة، انصعقت في تلك الطرقات لامستها وذوت علامات السؤال مبهورة بما حصل حتى عادت كل الطرقات إلى مكانها ولم يفتح الباب ليحتضنها لأنه كان نصف ميت ونصف أخر متأخر يجمع أجوبة السؤال.
ملامح بلا أثر
ملامح لم تبرح للمعنى حيث الوصف يتفانى في الصدق، لملامح بلا أثر وخفايا كلماتها ترسل ذبذبات خلف حواجز مبهمة لم تتمايل الأيحاءات في توظيف ما تعنيه لها فيما تغور نهاياتها في سبر دقائق الوقت وعدد اللحظات الموقوتة قبل بدءها تستوقف أنسانيتها وافقها وظلالها الموصول للزمن حتى وتنتهي، لم تترك أثر تختفي برحيلها تاركة جملة من الخطوط بين الوصف والملامح لم تعد تحتفي بها الذاكرة، اي توظيف هذا الذي لم يكتنزه خطاب العقل على الرغم من مساحات الروح الممتدة له في صور شتى، تمر بأرصفة العقل وتبلسم الذاكرة المفعمة كما ودروب اليوم بذوق مفعم
الأمل
ردد يقول : هل ضاقت الجدران ؟ قلبها يحمل وساوس الكلمات، وما اكتب على بياضها الرمادي، كلمات أم شعارات صمت وضجر وحروفها تمتلكه خفيه من ذلك النهار، يردد في نفسه، ماذا اكتب أكثر ؟ ما كان يفعله يكتب هنا، يرسم هناك يجالس نظرات أولاد الجيران عندما يبكون، وساعة يلاعب قططهم عسى ان يتقرب منها ويرعاها في داره، .يسير مع الصباح يدغدغ شمسه، يملك أشعتها يخزنها في عينه يسير رافعا رأسه يستعيد أشعتها بعينيه بعد ان لاذت بالفرار وأحرقت نظراته المتواصلة أليها، تملك شخصيته الانبساطية ساعات بلا وقت، تملك الملل من طول دقائقها وثقل ثوانيها دقائق باهتة من عنفوان حركاته المترامية في أول النهار حتى ويأخذه الشوق لأزقة أبعد ورسوم اعرض تأخذها سنينه تلهمها حيرة الأزقة وضـــيقها تضيء عتبة صبح يوم أخر تحيطه جدران مستقبله ليخط عليها كلماته بحروف ثاقبة لذلك الصمت .
مضطهدة
يلملم الخطوط المضطهدة على جبين الوقت،، يفتح الشبابيك للنجوم الهاوية، يفهم زهرة الأوركيد الوان نيسان وسنابل القمح عندما تذرى، ما عاد خطاب الشمس يفيض بدفئه، أنهى كل اللغات في وضح النهار .