قصة قصيرة – حسين الجاف

قصة قصيرة

مهنة قبيحة جداً

حسين الجاف

مسد  الشرطي   قصير القامة و ضخم الجثة الذي عمل الزمن في وجهه القاسي المخيف أخاديده المرعبة، مسدمفتخراعلى شاربيه الضخمين اللذين يكفي صقر للجلوس عليهما بأنه خدم البلد من خلال عمله المرهق بدائرة اصلاح الكبار  في تخليصه من المشاغبين السياسيين-حسب رأيه-ومن تجارالمخدرات  ومن القتلة المجرمين  ثم  رفع يده اليمنى واشار بسبابته الى الخيوط السوداء الاربعة  التي تعلوا منتصف يده اليسرى   بزهو وتفاخر زائفين  قائلا انه حصل عليها بعرق الجبين وتعب اليمين وانه ما اطعم ابناءه  يوما لقمة من الحرام انما من كد مهنته هذه التي اعدم من خلالها على مدى  ربع قرن ما يزيد على مائتي شخص و كان يتفاخر امام معارفه ان النظام السابق كان عهد خير وبركة بالنسبة له خاصة يومي الاثنين والخميس حينما كان ينفذ المراسيم الجمهورية بأعدام المدانين بحضور المدعي العام اومن يمثله وبحضور طبيب السجن الذي كان يتفحص الجثث بعد اعدام اصحابها للتأكد من موتهم ورجل الدين  الموكولة به عملية تذكير المحكومين بالاخرة ونطق الشهادتين ويذكر بعض المحكومين بالاعدام  ممن  كتب الله لهم  النجاة من حبل مشنقته بفعل عملية تنظيف السجون بعد غزو الكويت ان هذا الشخص البليد وكان من جذور بدوية..كان يمر على المعدومين وهم في زنزانات الاعدام بقسم الاحكام الثقيلة في سجن ابي غريب الرهيب .. بين حين واخر ليذكرهم بمصيرهم القاسي المنتظر وهويضحك..ويقول لهم بكل صفاقة  ساخرا. ايغالا في أرعابهم وجرح مشاعرهم(.متى يمن علي الله وتأتيني مراسيم تنفيذ اعدامكم لاحصل عن اعدام كل رأس منكم مبلغ  50 دينارا  ؟) وكان احدابنائه  يتفاخر بين  اقرانه  من ابناءمحلته بأن أباه يعدم  الناس بالسجن  وتجري الايام بسرعة ويلقى القبض( بقضية مخدرات) على ابنه المتفاخر بعمل ابيه  (الذي لم يطعم لقمة حرام في حياته بحسب زعم أبيه) ويحكم عليه بالاعدام ويحال الى سجن ابيه لنفيذ الحكم به   ولا زال بعض معاصريه يذكرون مقولة الجلاد الشهيرة عندما سمع   بأمرننفيذ حكم الاعدام الجديد المحال اليه:اذا كنت ا اتناول قنينة واحدة من حليب السباع كل مرة عند تكليفي بالواجب فيجب ان اتناول هذه المرة منه قنينتين.

مشاركة