قصة قصيرة

قصة قصيرة
الميلاد الجديد
مسجد محلتنا أصبح مهجورا لا يجتمع أهلها بين جدرانه متنصتين إلى خطيب الجامع الذي شعر بالخجل حينما وجد الجالسين عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليدين والقدمين وبات متحسرا على الأيام الماضية عندما كان المكان يضج بالمصلين والأسئلة تدور في مخيلته باحثا عن أسباب هذا الهجر تفحصته بنظرة ثاقبة وحاولت أن أتفهم ما يعيش في ذهنه حتى قلت له: العيب ليس فينا بل في النفوس التي أخذت تنصاع إلى ملذات الدنيا …
رد علي والحسرة ظاهرة على زفيره الذي دفعه بقوة من أضلع صدره_نعم…الستلايت والموبايلات والمقاهي التي هي منتجع للعاطلين والتربية المفقودة من البيت والمدرسة معا…
أطلقت ابتسامتي إليه وشجعته أكثر للكلام حتى أجابني معقبا بالكلام_وضياع البلاد في متاهات كبيرة أهم الأسباب التي قللت من الإحساس بالأمن والطمأنينة…
أنباء حزينة تسحب الذاكرة إلى طرقات مسدودة وأعداد كثيرة من الأحاديث التي ليس لها حل وعلى مقدمتها قضية المتقاعدين التي ظلت هذه الأيام محور أحاديثنا السائدة وتصريحات المسؤولين التي تتضارب فيما بينها وتبقى كلها في دوامات التوه والانتظار العصيب مابين الحقيقة والضحك على الذقون وكانت النتيــــــجة معروفة أن يتأجل الحديث فان له بقية أخرى انتهت صلاة العشاء قبل قلــــــــيل وتجــمع الموجودين عند باب الجامع وأعيدت الأقاويل ثانية لكنني قلت بصوت مسموع _ تفرقوا يرحمكم الله لان التجمــعات يتضايق منها المحتلون …
لعل حديثي كان إعلان حذر منتشر فيه ما حدث قبل أيام لأحدى الجوامع من تفتيش من الأمريكان ,افترق كل اثنين باتجاه واحد وبقيت مع خطيب الجامع الذي لم يجد جوابا لضالته – لماذا أصبحنا هكذا ..جوامع مهجورة ومجالس ذكر يشوبها خوف مبهم…
صافحني بحرارة وقال لي مودعا أياي بخطوات بطيئة تاركا في راسي السؤال
من المسؤول عما نحن فيه …
مضيت بخطوات باتجاه بيتي حتى وجدت عجلة الهمر تتبعني ببطء ايظا كان قلبي يخفق بل ازدادت دقاته وقدماي الواحدة تضرب الأخرى وكدت اسقط على الأرض برحيلها عني مبتعدة شعرت بميلاد جديد …
هادي عباس حسين – بغداد
AZPPPL

مشاركة