قصة قصيرة

قصة قصيرة
للشهادة صفحات مضيئة
أستيقضت طفلة من نومها مبكرة واعتصر قلبها الذي ألمها كثيراً من رؤيةِ احلام شريرة طافت امام عينيها بعد انتصاف الليل الذي استغرق زمنه الساعات المتبقية فتنهض خائفةً مفزعة من احلام داهمتها في عز نومها على الفراش .أخذت تحدق الى رؤية الذئاب فوجدت اجسامها يكسوها شعر غير مصفف ووجهها الذي يحمل العنف كأنه حيوان وحش من الحيوانات التي تتواجد في بادية الجنوب من البصرة تخرج من كهوف جائعة تبحث عن فريسة لتسد رمق جوعها . غادرت الطفلة فراشها قبل ان يظهر الضياء الاول من الصباح الجديد جلست حائرة والخوف يلاحقها اجبرت نفسها ان تتناول افطارها الصباحي من قطع جبن مستورد مع ارغفة خبز ابيض حتى اكملت الفطور اعطى جدها هدية عبارة عن ورقة نقدية قيمتها الف دينار . شعرت هي منذ الساعات الاولى بتغير ملامحها احست بضيق صدرها لم تراها من قبل حتى ازداد ضياء قرص الشمس الذهبي في السماء سمحت والدتها الحنونة واوصت ابنتها ان لاتتأخرِ . كانت اجمل من ضوء القمر الفضي وبفرح غامر تذهب الى المحل يبعد عن بيتها خمسمائة متر لجلب قطع الحلوى الملون كانت صبيحة ذلك اليوم الذي يطل قرصه الذهبي على ثوبها الفضفاض كأنه بدلة عرس لم تلبسها طوال سنينها السبعة ألا في هذا اليوم كأن لون بدلتها شبيه بزبد مياه البحر عندما يرتفع المد وينخفض الجزر طبع على بدلتها صحون كثيرة لاتعد ولاتحصى . فوق كل صحن من هذه الصحون تجلس خمسة اثمار كأنها فاكهة صيفية شبيهه بأثمار الجنة الشهيرة في طعم حلاوتها سبحان الخالق بكبر ثمرتها الجميلة احلى من السكر الموجود في نبات قصب السكر. رأته يعمل كأمرأة حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد وتارة يعمل بهلواناً كرجل السيرك يقف كتمثال لعبدة الاوثان . احست الطفلة ان الرجل يتغير كالطاووس يريد غرس اصابعه بوجهها البريئ .ارادت التخلص منه لم تقدر بل ضعفت مقاومتها وقال لها :- ياطفلتي الجميلة ويشير بيديه في تلك البنايات المتروكة البعيدة سيكون في مناسبة قرب ايام عيد الاضحى المبارك نفتح فيها فعاليات كثيرة ككرنفال لمدينة الالعاب ويتخللها العاب كثيرة منها ديلاب الهواء صحن الطائر القطار الدوار تفرحين بها . ياصغيرتي فعلينا ان نذهب لنشاهدها فكثرت بأسئلتها للرجل :- لم ارَ شيئاً فرد عليها :- عندما نصل اليها احضر لكِ هذه الالعاب .عند سيرها تعبت حضنها بقوة واخذ يركض بها حتى وصلا المكان اخذت الطفلة تصرخ بصوت عالٍ لم يسمعها احد سوى الصدأ المتكرر يسمع حتى استطاع ان يحطم الخوف في قلبها وغرز اصابعه كوحش كاسر لايعرف الرحمة . استطاع ان يقطف عذريتها الطاهرة واخرج سلاحه الشخصي وتم اطلاق النار عليها حتى لفضت انفاسها الاخيرة واستسلمت .وهي بنت سبع سنوات من عمرها تسلسلها الاول بين الاطفال لعائلتها تدعى (بنين حيدر) جاءت من بيتها في مدينة الرفاعي بزيارةٍ لجدها في مدينة الزبير قام الارهابي بتمزيق جسدها الى اشلاء متبعثرة .استطاعت بعض قطرات دمها الزكية ان يلتصق بملابسه . تركها في العراء مقتولةً بلا ذنب واثناء مروره قرب سيطرة للجيش عرف احد الجنود بأنه هناك بقع دمٍ على ملابسه فصرخ الجندي بوجه الرجل وهجم عليه كالنسر الجارح على فريسته فصعق بضربة قوية على قدميه فجفل واحس بالخوف الذي اوقف حده وكأنه اقترف بجريمة فأعترف عليه الرجل :- انه اغتصب طفلة في البنايات البعيدة عن السيطرة وقتلها . قام الجندي ومعه الجنود من فصيله ربطه في الحبل ووضعه في فضاء السيارة وتوجهو الى المكان .وجدو الجثه ممزقة الى اشلاء . فبصق الجندي بوجهه وقال بعصبية :- انت لادين لك ولاضمير ولارحمة في قلبك يامجرم ياقليل الحياء .قام بأخبار امر وحدته بهذا الموقف البشع وعندَ ايصاله قام الامر بتكريم الجندي لشجاعته لألقائه على المجرم واودعه السجن تم تبليغ اهلها انها اختطفت منذ الساعات الاولى للنهار بحثنا كل مكان ولم نحصل على اي خبر عنها وهتفت امها بالأية الكريمة تقول (أذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت) وامتدت يد الرحمة والالتفاته الكريمة لهذه الطفلة التي ودعت الدنيا ببرائتها ولاتقترف اي ذنب تم تخليدها بتمثال يرمز لها في احدى تقاطعات شارع مدينة الزبير وتطلق الحناجر التي شاركو في مراسيم دفنها تقول :- ((انا لله وانا اليه راجعون)).
كاظم عبدان النجفي – بابل

AZPPPL

مشاركة