قصة قصيرة

قصة قصيرة
أشباح الليل
كان الزمن الذي أمضيه في الوصول اليه عشرة دقائق مجرد ان اجتاز ساتر الدبابة التي رقمها 5252 كانت عبارة عن ناقلة أشخاص كل مرة يستوقفني الحارس صائحا بأعلى صوته :
قف .. سر الليل ..
اجبه بسر الليلة والذي يتغير كلما زحف علينا الظلام ليتغير تاريخ اليوم الذي هو العشرون وغدا سأذهب لأتمتع بإجازتي الدورية سبعة أيام لكنها سبعة دقائق اقضيها متنقلا بين أصدقائي وأقاربي بينما مدة الإقامة في هذه المواضع الترابية التي نتوقع في أية لحظة يسقط صاروخا أو قنبلة هاون وسطنا لينادي بصداه نجف …نجف…نجف وإنشاء الله سأكون في محافظتي التي هي النجف كذلك علي ان أصل اليه لأحمل رسالة أهله منه والتي يحتار كيف يصوغ عباراتها كنت اخذ منه رسالتين واحدة أكثر المرات يكتبها أمامي أما الأخرى فأجدها موضوعة داخل الظرف وعليها مرسوما علامة استفهام أنها لحبيبته سهى الفتاة التي طالما اخبرني بقصة حبه والتي دامت مدة دراستهما في الجامعة كنت أكثر المشدودين إلى حكاياتها لجميلة التي أتعرف من خلالها على صدقه ونبله ونيته الجادة في الزواج يظل طوال مدة وجودنا في الموضع وزياراتي اليه يتحدث وبشكل خصوصي عن علاقته بهذه الحبيبة التي تستلم رسالتها من أخته عندما تفتح الباب لي اشعر بان هناك شيئا ما يتحرك في دواخلي كلما رايتها وتولدت علاقة مبهمة السبيل وطالما بقيت محتارا كيف أواجهه بهذا الأمر ألا انه اختصر المسافة وقال لي
-أنني هديتك أختي .. ألا ترضى بهذه العطية..؟
لعله كان يعلم بسر علاقتي بها وحاول ان يمتحنني ويهبها لي كونه الأخ الوحيد والأكبر في العائلة بعد وفاة أبيه وصلت اليه متعبا هذه المرة وأنا اجهل الأسباب التي أرهقتني كانت ابتسامته تملا وجهه قال لي
-هنيئا لك ..ستذهب بأجازة يوم الغد.. بودي الذهاب معك
قلت له فرحا
لو يسمحون بالتنازل عن الإجازة سأتنازل بها إليك ..؟
ضحك في وجهي ثانية وأجابني
أتمازح معك وأنت تعرف منزلتك عندي وبالإضافة أنت خطيب أختي علياء ..
كان وجه علياء استقر في راسي ورحلت مع تقاطيعه الرائعة ورسمت كل الأحلام التي وددت ان تتحقق سلمني الخطابين وبصوت هامس قال لي
-رسالة الحبيبة اهتم بها …
كان العشاء قد جهز وأصوات الأواني الفافونية اسمعها حتى قلت بصوت سمعه الجميع
-لماذا تتعبون أنفسكم ..؟ الشاي فقط …
غبت عن أنظارهم إلى داخل الموضع الثاني الذي هو عبارة عن مطبخ يطهون فيه الطعام ويعملون الشاي كنت أهيئه والفرحة تملؤني مرددا مع نفسي
غدا سأكون في النجف ..و …سارا
تقطع صوتي بعدما سمعت صوت قنبلة الهاون تسقط على الموضع الذي كنت فيه قبل قليل كانت تنادي كما تردد الألسن
نجف ….نجف…نجف ..
فقد لبى النداء اخو خطيبتي ومن تعنيت لأجل إيصال خطاباته وجدت نفسي جالسا في السيارة التي تحمل نعشه و كأن أشباح الليل تنتشر على طريق بصرة – بغداد تحييني ..
هادي عباس حسين – بغداد
AZPPPL

مشاركة