قصة قصيرة

قصة قصيرة
همسات زوجة
اتريدون ان اقص عليكم حكايتي .. اذن اسمعوني جيداً.. انا اسمي (سندس) وقد جاوزت العقد الرابع بسنوات تزوجت وانا طالبة في الثانوية وكنت انذاك بالتاسعة عشر من العمر.. ولا اخفي عليكم فانا وزوجي قد ارتبطنا بعلاقة حب كبيرة.. وكان مشواره معي منذ ان كنت بالابتدائية.. فكان يكبرني عمراً.. وبما انه قريب لنا.. فكانت ليس هناك حواجز بيني وبينه.. ومن هنا تفتحت عيني عليه فقط.. ولم اعرف غيره.. رجلاً.. فكنت اعبده ولا ارفض له طلباً مهما كان.. فكان هو ديني ودنياي وكان هو بدوره يبادلني المشاعر ذاتها.. وكنت اشعر بنظراته لي منذ اول الخطوات.. فكان يطيل النظر لكل ما املكه.. حتى احياناً كنت اتعثر وانا امشي خجلاًً.. والعقبة الوحيدة التي صادفناها .. ان زوجي كان يرتبط بزوجتين قبلي.. الاولى.. ابنة عمه.. وله منها ستة اولاد والثانية اربعة اولاد.. وكانت كل زوجة في دار لوحدها.. والحق ان زوجي ليس مزواجاً.. وانما الظروف حكمت عليه بذلك.. فزوجته الاولى كانت نتجية زواج مبكر فرضت عليه من الاسرة.. وكانت من الارياف.. ولما تقدم به العمر وجد نفسه في واد وزوجته في واد اخر.. واراد ان يرتفع بها الى مستواه الا انه لم يفلح معها فبقيت على حالها رافضة اي تغيير في شخصيتها او حياتها..
مما اضطره الى الزواج من انسانة اخرى تجاريه فكرياً وتبادله مشاعره.. ويستطيع ان يخرج معها الى الاماكن العامة دون احراج.. الا انه اصطدم.. بحالة اخرى ان هذه الزوجة فيها من البرود العاطفي ما يجعلك تنبذ كل النساء..
وحاول ايضاً اصلاحها ما امكنه ذلك.. لاسيما وانه من ذلك النوع الشفاف الذي تستهويه العلاقات العاطفية وانتهى ايضاً هذا الزواج بالفراق… وضلت اساحة لي وادركت حقيقة عواطفه ورغباته وتطلعاته.. كيف لا وانا من تدربت على يديه منذ ان كنت صبية.. لااعرف من الحياة شئياً.. وهو الذي اخذ بيدي وادخلني الى عالمه.. والى جنته.. وذقت معه كل حلاوة الايام وعسلها.. وكانت لنا حكايات وحكايات جميلة وذكريات رائعة وحب كبير كبير بكل زواياه.. وبرغم مرور ما يقارب ثمانية وعشرون عاماً ونحن نعيش مفردات الحب كل يوم وكل لحظة وكل ثانية.. وبرغم كل المصاعب والاهوال التي صادفناها.. استطاع حبنا التغلب عليها لانه كان صادقاً نبيلاً.. راسخاً بقلوبنا وعقولنا.. فعلى الزوجة ان تعمل وبكل قواها وامكانياتها من ان تجعل بيتها جنة.. من الجنان.. وحتى مع الفاقة والحرمان.. وحتى مع ستة اطفال ثمرة هذا الحب الرائع ولا زالت اكن لزوجي ذات الحب الكبير واتمنى رضاه دائماً فهو جنتي واباً لاطفالي.. وها نحن نؤدي رسالتنا بتربية الاولاد.. بالوجه الاكمل.. ولنكن.. ونفخر باننا اسرة عراقية بغدادية).
محمد عباس اللامي – بغداد
AZPPPL

مشاركة