قصة قصيرة (2)

قصة قصيرة (2)
القطط السبعة
ثم جاء دور القط الكث الشعر ذو الراس الكبير المنعم فتخيلته خطيب الجامع الذي اكثر من وعظها ولعشرات المرات لكنها اخيرا قالت
_حضرة الشيخ ماذا تريد مني ؟؟؟
انتفخت اوداجه واحمر وجهه فاذا بالقط الكث الشعر ينتفض قائلا
_انا انصحك لله فملابسـك غير شرعية
_هل انت وكيل الله لاشان لك بذنوبي
قال القط الشيخ
_لكني احبك ؟؟؟فقط غيري ملابسك بين الناس
تمعنت جيدا في كلمات الشيخ ثم رفست القط بقوة قائلة
_لن اعبدك فاتباعك عبودية والهك المخلوق من اثداء النساء وغائط الابقار وبريق الذهب لايثير رغبتي بالاتباع اغرب عن وجهي والى الابد لن تخدعني باسم الرب
اما القط المتموج من لونين زيتوني وابيض فبدا انيقا جدا وقليل الكلام ارادت ان تهبه صورة مطابقة له ارادا تخيلت تصورت فلم تجد له وجها الا وجه ذلك السياسي الملحد وكيف تحول بعد سقوط الحكومة الى احد منتسبي الاحزاب الدينية
قالت :
_لكنك لم تؤمن حتى بالرب
_قال للضرورة فالغاية لها مبرراتها
_نفاق
_لا ذكاء فليس من السذاجة ان اثغي بين النعاج احتاج ان اكون ذئبا بل نمر وهاانا ذا لقد سخر مني المجتمع والسياسيون وها انا اعيد لهم الكرة تلك كل الحكاية
_وانا
قال السياسي
_الاف بل ملايين مثلك وها انا ذا لو اقتنعت بالمال والقصور ساجعلك اميرة بين الاميرات فانت تثيرين شهيتي فالحب صفقة والمراة الجميلة كسب
قالت بقوة
_لن اكون وطنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اما القط الخامس فقالت له برقة
_ما ذا تريد
قال بهدوء
_كرمك كبير اكتفي بكوب ماء وقطعة خبز لا حلم لا طموح لا تطلع لا عداء لا كره لا ثورات لا مكانة وان شئت فالمزابل محشوة بملايين قطع الخبز وعظام الدجاج
تخيلته عربيا مسالما فارغا طيبا قنوعا فمدت يدها ولامسته برفق
اما القط السادس ذو الشاربين الكبيرين فلم يتعب عقلها ابدا تخيلته رجل بدوي ابن قبيلة عربية تعتز بتقاليدها وتحاسب على فلتات اللسان تخيلته بعبائته وكوفيته وهو يقول
_اعترف اني معجب بك فنسائنا خلقن لانجاب مقاتلين لاانوثة لا عطر امراة اجل لااخفيكالمراة عورة ولها نصف عقل ولها نصف الارث …نحن نحترم المراة التي تحيا وتموت في بيتها …اي حضارة اي حرية اي حق ؟؟؟المراة خلقت للانجاب ولذا نحن نقول الف امراة لاتقف في وجه رجل شجاع في ساحة المعركة ؟؟؟
قالت
_طيب لكني امراة حرة اعشق واكتب واسافر وارقص واصلي فكيف تحبني ؟؟؟؟
قال ضاحكا
_حين تهب المراة جسدها فانها تعلن عبوديتها
قالت بغضب
_انت مخطا لقد ولت نظرية الجسد ؟؟؟الاف من النساء المتزوجات بل ملايين قادرة على ان تطالب بالطلاق او ان عجزت بحكم الظروف فانهاتابى ان تهب جسدها بالقوة او تحت مظلة العقد الشرعي بل من المؤلم ان هناك عدد ليس بالقليل في بلاد العرب يحكمها التقليد بان تبقى مع زوج لايكرمها فتضطر لان تحب وتعشق رغم كل شيء لان الشرع وقف اخرســـــــــا امام عبودية الزوج لـــــــها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم رفسته فسقط عقاله وفر الى جهة الباب هناك
_ميوميوميو
بينما كانت نظراته محشوة بالعتاب
اما القط السابع الذي كان يتدفا بحضنها فشعرت باتجاهه انه رجل يحاول ان يستغل دفء حضنها ورقة جسدها فهو يتثائب ويتمرغ ويشم ويلتصق تخيلته رجلا يحاول ان يدلي لها باعجابهواطمنانه لها
قالت
_وانت ايها اللص
قال
_انا رجل لست شاعرا لست سياسيا لست رجل متدينا لست قنوعا لست فاشلا انا احتاجك امراة معي فانا اشعر بالنقص بدونك والحياة تحتاج الى كفاح
ابتسمت بقوة قائلة
_انت انتانت
لكن في تلك اللحظة عادت كل القط محاولة التشبث بها قالت ضاحكة
_يا للرجل
الحقيقة كان هناك فار يقف على كتفها فقط لم تكن هي قطة ولم تكن القطط رجالا …كل ما هنالك كان على كتفها فار صغير وهي امراة تعيش في شقتها منذ زمن طويل ..ليس حبا انه فقط فار صغير
علي الندة الحسيني -بغداد
AZPPPL

مشاركة