قصة قصيرة (1)
القطط السبعة
كانت الموسيقى تنساب بوقار تام ذلك المساء حتى ليخيل للسامع ان جنيات عاريات يولدن مع الموسيقى يتبعهن صبيان فيتسربون جميعا من نافذة الغرفة المطلة على النهر الذي تبرق موجاته المتدافعة …حين اكملت العشاء جلست كعادتها على كرسيها الخشبي القديم مستمتعة بالموسيقى التي تاخذها بعيدا الى حيث ذلك العاشق الضابط الذي لم تتزوج بعده بعد ان سرقه القدر منها في احدى الحروب القومية كانت تعيش لحظات اللذة حين تتخيل كيف انها كانت تغفو في حضنه مثل قط اليف وكانت يداه لا تتوانيان عن ملاطفتها وكانت تذهب بخيالها لدقائق فتصحو وقططها السبعة تحيط بها كان ذاك اليوم مثرا فعلا فقد كانت تلبس ثوبها الاحمر الصارخ الذي لا يتجاوز ركبتيها بينما قفزالقط الابيض في حضتهامتوسدا احدى ذراعيها …في حين احاطت القطط الستة الباقية بها من كل جانب…كانت القطط تتودد بقوة لم تعهدها فتارة تلاحظ بريق الحب في عيون القطط يتخللها مواء ينم عن اختلاف بين القططفي لحظة خطرت ببالها قررت ان تتخيل نفسها قطة قالت ضاحكة
_يقينا ساكون قطة مذهلة
نظرت الى المراة الكبيرة امامها ثم اردفت
_متوحشة
_جميلة
_عنيفة
ثم حزنت وقالت
_منكسرة …منهزمة …مخادعة …منافقة
وفي لحظة قالت في اعماقها
_وماذا لوكانت القطط السبعة رجال سبعة ؟؟؟ او اكون انا قطة قالت ربما كل شيء وارد تتحول الضفادع حكام والجرذان خطباء والسفلة ثوار والجميلات غيلان كل شيء جائز وممكن عند الله السنا ملك الله ؟؟؟تذكرت قول سائق السيارة
_كل شيء ممكن عند الرب من الممكن ان يحول سيارتي القديمة الى four wheel ضحكت بقوة بقوة كبيرة لكنها اردفت بصوت جعلت بعض القطط تموء
_كل شيء جائز
بدات القطط تموء باصوات متباينة
_ميو
_ميو …ميو
_ميو …ميو …ميو
قالت قي اعماقها
_اما ان اكون قطة او تتحول القطط الى رجال
ساتخيلهم رجال اذن فانا احتاج رجالا
نظرت الى القط الاول تمعنت بعينيه كان اسودا بعينين براقتين وتخيلته تماما ذلك الشاب الشاعر الذي لايكل عن ازجائها قصائد المديح كانت كلماته سحر ولايفلح الساحر انى اتى لقد قرات في عينيه الذابلتين كل حروف العشق المجرات اشجار الليمون الرايات الخفاقة اسرة الحرير جنات الخلد …مدن الورد …الاشرعة الزرقاء والسماوات الخضر والقمر الوردي
(1)
اي صباح هذا
انه يرقص امامي
على ايقاعات الامل
لانك عرس الروح
فاعيري للصباح ابتسامتك
لكي لا يدنو لواحاتي الخريف
الست انت ابنة البركات الطيبات
انت من اكتشفهاالصباح
فادمنت عشقها
قصائد من مدينة فاس المغربية
(2)
يالوجهك الرائع
انه اقرار لا يقبل التفنيد
ان ارقى الرسامين هو الله
يالوحة يكل عن وصفها الشعراء
وقصيدة يكل عن تحديدها الرسامون
ومجرة اذهلت اهل العلم
اعترف انك اخر اللوحات
(3)
لا تعجبي
فعشقي لك ابتهال
لاني نثرت على وجهك
الطفولة
والوطن
والغابات
والحرية
والسلام
وصلاة الاوابين
وهويتي
ووجهامي
فلا تعجبي حين اقول احبك حد الادمان
نظرت في عينيه ثم ضحكت ضحكت بقوة بعدها رفسته بقدمها بقوة قائلة
_انت لو لم تكن ابن زبالة لما حلمت بالمجرات ؟؟الشعراء يتبعهم الغاوون ؟؟وانت شيطان اعور وحمقاء من تعشق شاعرا فهو رجل من دخان ووجع وتيه
هرب القط واكتفى بالنظر اليها من على الشرفة وكان يموء بالم
_ميوميوميو
ثم دارت بعيونها البنية بين القطط وكان شفتاها المضمختان باللون الاحمر يثيران شهية القطط ناهيك عن عطرها الفرنسي الخلاب التفتت الى القط الاصفر الذي يحاول ان يزاحم القط الذي في حضنها وضحكت قالت
_هل تفكر بالنوم في حضني ايها الماجن
نظر اليها القط
_ميوميوميو …ا…اج….اجل
ثم تخيلته شابا مفتول العضلات بشعره الاشقر وشفاهه الساخنة وعيونه الليزرية يقول لها
_لماذا نخادع ان جسد المراة رغبة الكمال وخلاصة الحب الارعن …انني اشتهي ان اصهرك ان اعلن مملكة الانوثة الطافحة ان احولك الى سجادة امتهن الركوع والسجود عليك
اجل ان الجسد محطة الروح واخر نقاط الوجود وحين يموت الجسد لايبقى امامنا الا هلوسات الروح المتعبة
حاول القط الرجل ان يتمرغ بدفء جسدها الغض الليموني الطعم لككنها رفسته بحذائها المدبب قائلة
_لست جاريتك يا كلب
علي الندة الحسيني -بغداد
AZPPPL
