قصة شهيد
على بشارة النصر ، علت أهازيج العراقيين ، تحررت الارض من رجس الخيانة ، والبيع المعلن ، أرغمت الفتية بحمل البنادق ، والهتاف بأسم العراق . كابدوا الجوع والقلق ، والموت كطائر بشع ، يلتقط أجسادهم الطاهرة ، تحيط بهم أصوات الرصاص ، دون رحمة تمزق أبدانهم المقدسة ، الملائكية مرابطون دون خوف ضاحكين.
غادر في ركب الشهداء معطراً أرض نينوى بدمائه ( مرتضى فلاح جواد الجيزاني ) أستشهد قديساً صغيرا. في أجازته الدورية ، يزفر الراحة في أسبوع النزول ، ليعمل في البناء ، وأن لم يحصل عليه ، يذهب عاملاً في (الشورجة ) سداً للحوج معيلاً ، لأخوته اليتامى ،لم يتقاعس في جلب ماتجني يداه من قوت ، كالحمام تحركه غريزة فطرية ،
من اليتم الى وشاح الشهادة ، ومابينهما دموع تجري بصمت ، لم يطلب الراحة والترف ، سقطت ورقته صفراء ، في ربيع عمره ، ليحمل الجراح معه متلحفا التراب في مثواه الاخير .
قافلة الشهداء ، لازالت تسير ، كأفعى تلونت بعلم العراق ، ستبقى ألاعين تجهل طولها ، فوداعاً ، وأجنحة القلب قصت وأودعت العزلة خلف كراديس الشهداء ، لكم الهامات ساجدة ، لولاكم لما كتبنا ، ولاكبرت أطفالنا لتنعم باللعب بأحضان الجنان .
أرتحلتم ولن تجف محاجر العين ، ستبقى ندية بادمع تسيل صوراً ، باسمة لكم ، وداعاً ايها الشهداء ، سكنت أصواتكم ، وغابت ضحكاتكم ، لكنها تصدح ، داخل أسوار القلوب كلما طاب عيشنا، سنشيع أراحكم حبيسة التراب بالدموع ، والدعاء .
حسين الجيزاني – بغداد