قشور المدنية الغربية
ليس من اللائق بالمرء المدرك الواعي ان يقلد اعداءه فيما يفعلون او يقولون لاسيما اذا انصب التقليد على امور لا تجيزها الشريعة الاسلامية السمحاء كتقليد الكثير من ابناء المجتمع اليوم للغربيين فيما يعرف بذكبة نسيان تلك الكذبة التي يبيحها المرء لنفسه في الاول من شهر نيسان كي يتسلى عن طريقها بازعاج الاخرين وايذاء الغافلين.
واذا كان التقليد الاعمى صفة ذميمة في الانسان فان هذا النوع من التقليد يعد من اسوأ الصفات، فالكذب صفة ذميمة لا يتصف بها الا ارذال الناس لهذا فقد حذر الله تعالى عباده منها بعبارات لاذعة كقوله تعالى “انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بايات الله”.
ولقد اوضح حقيقة الكذب احد الادباء فقال لا يكذب المرء الا من مهانته
او فعله السوء او من قلة الادب
ومما لا شك فيه ان كذبة نيسان هي واحدة من القشور التي حملتها الينا رياح التقليد الاعمى للغرب والتي تلفقناها كما تلفقنا غيرها من قشور مدنية الغرب الزائفة الرذيلة التي رمى بها نحونا كي يفسدوا اخلاقنا ويغيروا طبائعنا. فعلى الذين يتمازحون بهذه القشرة الذميمة او بازعاج الناس ان يدركوا جيدا بان الكذب بحد ذاته مهانة ودناءة كما ان ازعاج الناس وترويعهم رعونة وبذاءة. فالانسان الكامل الذي نضج عقله وتم ادراكه لا يمكن ان يلوث لسانه بالكذب سواء كان مغرضا ام مازحا لانه يعلم ان الكذب كلمة تتقزز منها النفوس الواعية وتنفر منها الطباع الراقية وان الانسان الذي يفتخر بانسانيته وبسمو باخلاقه وسلوكه لا يمكن ان يسمح لنفسه بازعاج الاخرين ولا يتقبل ابذاء الغافلين سواء كان ذلك بطريق الجد ام الهزل.
ان كذبة نيسان افة في ثناياها افات. فهي كذب والكذب من اكبر النقائض التي تجانب الايمان وتتنافى مع الرجولة وكمال الانسانية كما انها تقليد للعدو وكفى به خزيا ومهانة لاسيما اذا كان في ذميم العادات وهي ترويع وايذاء. ولا يجوز لمسلم ان يروع مسلما.
وهي لهو بالباطل ومن جرى في طريق اللهو ومسالكه اسلمته للخيبة ومن ركب مطية الباطل كانت نهايته الخسارة.
فكذبة نيسان باعتباره من قشور المدنية الغربية ابسط ما يمكن ان يقال عمن يتعاطاها بانه من ذوي النفوس التي لا تزن اقوالهم بميزان العقل ولا يميز بين غث القول وسمينه.
وندعوا الله ان يجنب مجتمعاتنا من تلك القشور البذيئة التي لا تتلائم مع طبائعنا وان ييسر لنا ما يجعلنا نتمسك بتعاليم ديننا وعاداتنا النبيلة كي ناخذ مكاننا الحقيقي في دنيا الامم والشعوب الرقاية القوية.
ماهر امير شناوة